كل إنسان مهما كانت وظيفته يتعرّض للضغوط، فالضغط والعمل متلازمان يسيران جنباً إلى جنب. ومن ناحية قد تكون الضغوط وسيلة إيجابية تساعدك على الأداء، وفرصة لإثبات ذاتك في العمل، كأن يكون الموعد النهائي لتسليم التقرير محفزاً لك على العمل. أما من ناحية أخرى قد تكون الضغوط سبباً لشعورك بالتوتر الذي يؤدي استمراره ولفترة طويلة إلى إلحاق الضرر بصحتك الجسدية والذهنية، فضلاً عن التقليل من كفاءة أدائك، وهبوط مستوى إنتاجيتك.
ولأنّ التوتر هو استجابة الفرد للضغوط، فستكون أنت دائماً مصدر ما تشعر به من توتر، فالخيار لك، فإما أن تقوم بإدارة الضغوط بالشكل الصحيح، أو أن تسمح لها بإدارتك. نعم، الخيار لك، لأنك أنت من تختار كيفية استجابتك للضغوط، وأنت الذي يمكنه أن يتحكم في تلك الاستجابات.. فكيف تستجيب للضغوط في العمل وتتحكم بها سواء كانت ضغوطاً تتعلق بالوقت، أو بكمّ العمل، أو بالتغيير، أو بالأشخاص، أو بالصراعات، أو بك أنت؟
ضغط الوقت:
الوقت هو أحد المصادر الخطيرة للضغوط في العمل، قد يكون الوقت غير كافٍ، أو قد يكون الوقت مهدوراً، أو تتخلّله المقاطعات، أو زائداً عن الحد...لذا، ولتخفيف ضغط الوقت عليك أن تميّز بين المهام الملحّة والمهمة، وأن تنتقي في تنفيذ المهام فليست كل المهام تحتاج إلى العمل عليها بسرعة، كما أنّ عليك أن تخطط لجعل وقتك خالياً من المقاطعات بتحويل مكالماتك الهاتفية وجعل الجميع على علم بأنك غير متاح، وأيضاً التخطيط للقيام بالمهام الصعبة وأنت في قمة نشاطك وتركيزك، كما يمكنك تفويض الآخرين ببعض المهام.
ضغط كمّ العمل:
عندما يكون أمامك الكثير جداً، أو القليل جداً من العمل، تتعرّض لضغط كبير، وتكون استجابتك سلبية تزيد من هذه الضغوط ويزيد معها توترك. لذا، حاول إيقاف تلك الاستجابات السلبية واستبدلها باستجابات بنّاءة. فعندما تجد أنّ أمامك كماً كبيراً من العمل، توقف وحاول أن تجد السبب الحقيقي لهذا الكم، فربما تكون بحاجة إلى تخطيط مسبق للزيادة المنتظرة في العمل، أو تقليل ميلك إلى المثالية في الأداء، أو تفويض المهام بفاعلية، أو العمل بكفاءة أكبر... أما عندما لا يكون هناك قدر كافٍ من العمل، فحاول أن تبحث عن طرق تسهم بها في العمل عن طريق تأدية بعض مهام الذين تراهم في غاية الانشغال ومساعدتهم، أو أن تراجع توصيف الوظيفة الخاصة بك ومناقشة رئيسك بشأن ذلك.
صراعات العمل:
تنشأ الصراعات في العمل بسبب الاختلاف في الرأي، أو الشخصية، أو الأهداف، أو الاهتمامات، أو القيم، أو وجهات النظر... وأهم ما يجب أن تفعله عندما تنشأ الصراعات، ألاّ تنظر إليها على أنها حرب تخرج منها غالباً أو مغلوباً، إنما اعتبر الصراع فرصة لتسوية النزاعات، والتوصل إلى حل يرضي الجميع، وللتقدم والمضي قدماً، وتحسين علاقات وظروف العمل، فكل هذا حتماً لا يؤدي إلى التوتر.
وتجدر الإشارة إلى أنك في أحيان كثيرة قد تكون عرضة للضغوط دوناً عنك، وذلك عندما تكافح باستمرار من أجل المثالية، أو عندما تعطي حاجات الآخرين الأولوية وتنسى احتياجاتك، أو عندما تفتقر إلى تقدير الذات، أو عندما تكون كارهاً لوظيفتك، أو حتى عندما تحمل مسؤولياتك معك طول الوقت بدون أن تريح نفسك. لهذا، حاول ألا تكون شديد القسوة على نفسك وعلى الآخرين، قلل من الضغوط، ترفق بنفسك وبالآخرين. أو قل (هذا أسلوبي)، وسوف تستمر طوال حياتك في تعريض نفسك للضغوط... ألم أقل لك إن استجابتك للضغوط هي خيارك.