أصدر معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين توجيهاً عاجلاً إلى فرع وزارة المياه بمحافظة السليل، بإيقاف ضخ المياه من مشروع الرقة إلى منازل المواطنين، وعدم استخدام مياه المشروع في جميع الأغراض، بعد ثبوت وجود إشعاع في بئر المشروع.
وكانت (الجزيرة) قد وجهت استفساراً لمكتب معالي الوزير في 13 رمضان الماضي قبل تشغيل المشروع، نقلت فيه مخاوف سكان محافظة السليل من وجود إشعاع في البئر, ومطالبتهم بعدم تشغيل مشروع بئر الري الجديدة بحي الرقة, والتي تنوي الوزارة تشغيلها بعد أن قررت صلاحية مياه المشروع الذي سبق تعثره أكثر من خمس سنوات في قضية بين الوزارة ومقاول حفر البئر من جهة, وبين المقاول وشركة تصوير من جهة أخرى، تم التعاقد معها للكشف عن سقوط جهاز قياس كثافة الإشعاعية داخل البئر, وعدم إخراجه رغم محاولات المقاول المنفذ استخراج ذلك الجهاز الخطير. وقال الأهالي في ذلك الوقت: إن الوزارة أكدت صلاحية مياه البئر دون أن تدرك أن الخطر ممكن بعد سنوات عندما يتحلل الجهاز الذي اختفى في أحد التجويفات التي تم إغلاقها. وحذر أحد المختصين في ذلك الوقت من أن خطورة الإشعاع كبيرة، وقد تتسبب في إحداث تليفات في الكبد والطحال والرئتين بجسم الإنسان، وربما إتلاف لأعضاء أخرى. فيما قال المهندس مبارك الدوسري، أحد المهندسين المختصين في حفر آبار البترول بإحدى شركات الحفر، لـ(الجزيرة): إنه في حال سقوط جهاز كثافة الإشعاعية أثناء أعمال الحفر في آبار البترول تقوم شركة الحفر بردم الحفرة مباشرة والانتقال إلى مكان آخر, وعدم الحفر في محيط دائرة قطرها 5 كيلو مترات, هذا إن كانت الحفرة خاصة بالبترول, فما بالك ببئر يُشرب منها الماء.
وعلى إثر الاستفسار المقدم لمكتب الوزير، فقد كانت (الجزيرة) قد نشرت إجابة للمتحدث الرسمي للمديرية العامة للمياه بمنطقة الرياض الأستاذ محمد البدنة, في العدد رقم 14918 بتاريخ 24 رمضان 1434, أكد فيه «بأن تلك الشكوك قد تبددت بتأكيد مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ممثلة بمعهد بحوث الطاقة الذرية على سلامة مياه البئر، حيث تم أخذ عينات لتحليلها وكانت النتيجة سلامتها، وأن آثار سقوط جهاز قياس الكثافة على امتداد البئر قد تبددت ولم يعد له أثر يذكر.. إذ تم التخلص منه بردمه، مع تطمين المواطنين أن هذه البئر وغيرها من الآبار بالمحافظة سليمة من الإشعاع». _ انتهى رد المتحدث الرسمي _ الذي طمأن الجميع على خلو البئر من الأخطار, وتم تشغيل المشروع والاستفادة منه في الشرب وغيره.
وبعد أن تم ضخ المياه منذ شهر ذي القعدة الماضي، وشرب منها المواطنون والمقيمون طوال هذه المدة، جاء التوجيه الآن من معالي وزير المياه والكهرباء بالإيقاف العاجل للبئر لوجود الإشعاع، الأمر الذي أصاب الأهالي بالحيرة، مطالبين بالتحقق والتثبت من حقيقة الخطر بإجراء الكشوفات الطبية، خوفاً من تعرضهم لأية آثار جانبية قد تكون أحدثتها المياه التي شربوا منها طوال الفترة الماضية، والمحتمل أن تكون ملوثة بمواد مشعة.