أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير أهمية نقل التراث العسيري للأجيال المعاصرة وربطهم به، مبيناً سموه أن هذا التراث كنز يجب الحفاظ عليه، ونقله بالصورة المشرفة للآخرين.
جاء ذلك خلال رعاية سموه لحفل أهالي منطقة عسير المشاركين في الجنادرية، ووعد أمير منطقة عسير أن تكون عسير مختلفة الشكل والمضمون خلال الأعوام الثلاثة القادمة من حيث المشروعات التي ستنفذ في المنطقة، مضيفاً أنه جهد كبير يحتاج إلى تعاون من الجهات المعنية وتضافر للجهود لنحقق ما نصبو إليه.
وقال سموه في رده على سؤال للجزيرة: إن ما قلته قبل 3 سنوات بأنني لم أعط عسير حتى الآن ربع ما عندي من الأماني والطموحات... ولكن اليوم أستطيع أن أقول بأننا تجاوزنا هذه النسبة بكثير وأصبحنا نلمس بأن هناك مشروعات عملاقة تنفذ على أرض الواقع.
وبين سموه بأن هذه المشروعات سوف تنقل المنطقة نقلة حضارية مهمة سواء في المجال الصحي أو التعليمي أو الاجتماعي أو النقل والطرق، مشيراً سموه إلى أن العمل يجري حالياً على إنجاز هذه المشروعات في وقتها المحدد، ولكن بالمتابعة من قبل الجهات الحكومية في المنطقة.
وأوضح سموه بأن هذه المشروعات تسير كما خطط لها بفضل الدعم الذي تحظى به هذه المنطقة من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، مؤكداً سموه بأنه خلال السنوات القادمة سوف يشاهد الزائر بأن منطقة عسير قد اختلفت تماماً.. داعياً الأهالي ورجال الأعمال إلى التعاون لإنجاح هذه المنجزات، وهي تحتاج منا إلى الصبر لكي تظهر بالمظهر المشرف.
وامتدح سموه الجهود التي تُبذل والتوجيهات السديدة من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على رعايتهما وحرصهما على حضورهما لرعاية هذا المهرجان في كل عام حتى أصبحت الجنادرية اليوم معلماً يجذب المواطنين والمقيمين من جميع أنحاء العالم.
وبين سموه بأن منطقة عسير تسهم إسهامات فعالة في جميع المناسبات الوطنية ومنها الجنادرية من خلال الفرق الشعبية والحرف اليدوية.. وهم في المواقع يمثلون تراثاً عريقاً لهذه المنطقة معتبراً بأن مشاركة المثقفين من أبناء منطقة عسير مهمة خصوصاً أن منطقة عسير من أقدم المناطق في الثقافة والعلم.
وحول سؤال للجزيرة عن الاستعدادات والجديد لصيف هذا العام قال سموه: ستجدون ما يسركم وستشاهدون صيفاً مميزاً ومختلفاً.. وسنبقي المناشط التي عليها إقبال.. والمناشط التي ليس عليها إقبال سوف تقلص وتستبدل بفعاليات وبرامج جديدة تلبي حاجة المصطاف وهي برامج حافلة، داعياً أبناء الوطن إلى قضاء إجازاتهم داخل الوطن.
هذا، وقد قام سموه بجولة في المعرض المصاحب لقرية عسير الذي اشتمل على أجنحة الجهات الرسمية المشاركة، حيث استمع إلى شرح مفصل من المشرف على إدارة التخطيط والجودة في مدينة الملك فيصل الطبية الدكتور أحمد الجرعي لمشروع المدينة والمراحل التي أنجزت منه، كما شاهد سموه صوراً تعريفية بالمشروع ومراحل تطوره.
عقب ذلك استمع سموه إلى شرح من أمين مجلس شباب منطقة عسير عادل آل عمر في الجناح الخاص بالمجلس، أبرز فيه منجزات المجلس خلال العام المنصرم وتطلعات الشباب والشابات في المنطقة وما قدمه لهم، كما شاهد سموه عرضاً مرئياً تناول منجزات المجلس.
ثم دشن سمو أمير منطقة عسير الجناح الخاص بنادي عسير الفوتوغرافي الذي يحوي 32 صورة فوتوغرافية، قدمها 26 مصوراً ومصورة من المنطقة. ثم تسلم سموه هدية تذكارية من أمين نادي عسير الفوتوغرافي أحمد حاضر، عبارة عن صورة جوية لمدينة أبها.
بعد ذلك شهد سموه توقيع اتفاقية جمعية البر بأبها مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد الخيرية بحضور أمين عام جمعية البر بأبها محمد بن فحاس وأمين عام مؤسسة الأمير محمد بن فهد الدكتور عيسى بن حسن الأنصاري، التي تهدف إلى تعزيز الجهود الرامية إلى مساعدة المجتمع، وإيماناً بأهمية تهيئة البيئة المناسبة لذلك من خلال برامج مخططة واستغلال الموارد المالية والفنية والإدارية المتاحة.
كما زار سمو الأمير فيصل بن خالد جناح جمعية الثقافة والفنون الذي يشارك بمعرض بصري قدمت من خلاله الجمعية 60 لوحة فنية جمعت بين اللوحات التشكيلية والتصوير الضوئي، واستمع سموه إلى شرح مفصل قدمه مدير جمعية الثقافة والفنون أحمد السروي عن الدور البارز الذي تقدمه الجمعية في تنمية المواهب الشابة في عسير والمناشط النوعية فنية وثقافية التي تقدمها الجمعية لتتواكب مع تطلعات أبناء وبنات المنطقة وتخدم الفن والثقافة بشكل لائق.
واطلع سموه على مشاركة مراكز النمو واستمع إلى شرح من المشرف على مراكز النمو عبد الله بن عفتان والدور المجتمعي البارز لهذه المراكز التي تعكس مدى تفاعل المجتمع مع بعضها البعض ودور القيادة الكريمة في الاهتمام بالطبقات الفقيرة في المجتمع الذي يستعرض المراكز في المنطقة ويوضح الجهود المبذولة في هذه المراكز.
واختتم سمو الأمير فيصل بن خالد جولته في المعرض بالوقوف على جناح جامعة الملك خالد بأبها الذي يستعرض منجزات الجامعة وما تقدمه لأبناء وبنات المنطقة، إضافة إلى اطلاع سموه على عروض مرئية من إنتاج الجامعة يقدمها عدد من الطلاب فيها، واستمع إلى شرح عن مشروع المدينة الجامعية ومراحل إنجازها.
ثم تجول سموه في المتحف المشارك من محافظة بيشة الذي يتميز بتنوع نشاطاته ومحتوياته من الأسلحة والأحجار النادرة والأزياء المختلفة وبعض لوازم الإبل والأواني المنزلية وأدوات الزراعة.
بعدها زار سموه فرع الأسر المنتجة التي كانت مشاركتها هذا العام في المهرجان فاعلة ومميزة، ثم تفقد سموه محلات الحرفيين وبيع السمن والعسل والملبوسات العسيرية والتحف والآثار.
عقب ذلك شهد سموه الحفل المعد من قبل الأهالي بهذه المناسبة الذي بدئ بكلمة لرجل الأعمال علي بن سليمان الشهري نيابة عن الداعمين والمشاركين في المهرجان في جناح قرية عسير، أثنى فيها على سمو الأمير فيصل بن خالد وما يبذله من جهود مضنية للارتقاء بنقل ثقافة وتراث المنطقة في مهرجانات الجنادرية كل عام بطريقة نوعية ومميزة، مؤكداً أن قرية عسير باتت المقصد الأول لدى الكثير من زوار المهرجان طيلة السنوات الماضية.
بعد ذلك بدأ الحفل الشعبي وفعاليات الأوبريت الذي قدمه أكثر من 150 شاباً من ثلاث فرق شعبية مشاركة في المهرجان، وهي فرقة بيشة وبني مليك والواديين، قدموا سبع لوحات فلكلورية من تراث منطقة عسير وسط تفاعل كبير من الحضور الكثيف الذي شهدته القرية.
وفي ختام الحفل كرَّم سمو أمير منطقة عسير المشاركين والداعمين واللجان المشرفة والمنظمة في جناح المنطقة.