أحببتك يا أمي حين عدت وأنا في سن الخامسة في قريتنا الصغيرة من صلاة الجمعة وتلقيت منك مكافأة مقترنة بالهمسة الأولى «هذه الهدية لأني رأيتك ذاهباً إلى المسجد وفرحت بذلك»، ولكن هذه الهدية لهذه المرة فقط وليست لكل صلاة.
أحببتك يا أمي حين حضر الدرس الآخر وإصرارك لاصطحابي معك منفرداً إلى مكة المكرمة وأنا ابن الثامنة والإقامة بجوار الحرم لمدة أسبوع لأخضع للتدريب المكثف لأداء العبادات وتحمل المسئولية وتعزيز الثقة بالنفس.
أحببتك يا أمي حين حضر الدرس الآخر واصطحابي معك لمساعدة بعض الأسر المحتاجة في حينا القديم بالرياض.
أحببتك أمي لإطعامك الطيور بقريتنا.. وعندما حضرت الطيور لأسطح منزلنا بالرياض سارعت بإطعامها غير آبهة لانتقاد من حولك..
أحببتك يا أمي بحرصك التام على إكمال دراستي ودعواتك المتواصلة صباحاً ومساءً، ونصحك الدائم لي بأن مفتاح النجاح حسن التعامل مع من حولك.
أحببتك يا أمي لأنك أمي الحنونة والمربية الفاضلة رغم أميتك. أحببتك يا أمي لأن قاموسك لم يتضمن أي عقاب بدني، واللجوء دوماً للدعاء لي رغم أخطائي المتعددة.. أحببتك يا أمي بمعرفتك لي حين أضع يدي على جبينك.
أحببتك يا أمي لقلبك الطاهر وحضنك الدافي. أحببتك يا أمي لأنك صاحبة العين الحنونة وأصبحت أكثر حناناً حينما ضعف بصرك.
أحببتك يا أمي لحظة يوم وداعك، ومحادثتك لي «عبدالعزيز لابد أن أراك».
أحببتك يا أمي بآخر كلمة نطقها لسانك لي «عبدالعزيز يا مشة قلبي».
أحببتك يا أمي حين هممت قبل سويعات من وفاتك بقراءة آيات من القرآن. وكان جوابك بإعادة قراءتي والآية التي بعدها..
إلى جنة الفردوس يا أمي.. الى جنة الخلد يا أمي.. غفر الله لأمي نورة وأنار الله قبرها ضياءً ونوراً..
أحبك يا أمي ..أحبك يا أمي.. كلمات أرددها إلى أن ألقاك يا أمي...