تبادلت الولايات المتحدة وروسيا أمس الاتهامات بعد فشل المحادثات السورية في جنيف 2، في حين وقع الاتحاد الأوروبي عقدًا بقيمة 12 مليون يورو مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس للمساعدة في برنامج التخلص من الأسلحة الكيميائية في سورية، في وقت تشتد فيه وتيرة القتال بين النظام والمعارضة وقصف المدن السورية . واتهمت الولايات المتحدة أمس الحكومة السورية بعرقلة محادثات جنيف، وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن حكومة الرئيس بشار الأسد هي المسؤولة عما آلت إليه المحادثات من تعثر، مستندة إلى مساعدة موسكو وحلفائها الآخرين وتشجيعهم لها. وقال في جاكرتا خلال جولة في آسيا والشرق الأوسط: (لقد عرقل النظام المحادثات.. لم يفعل شيئاً غير الاستمرار في إلقاء البراميل المتفجرة على شعبه ومواصلة تدمير بلده. ويؤسفني أن أقول إنهم يفعلون ذلك مستندين إلى دعم متزايد من إيران ومن حزب الله ومن روسيا). وأضاف مطالبا موسكو بحمل الأسد على اتخاذ موقف أكثر مرونة (ينبغي لروسيا أن تكون جزءا من الحل) لا أن تساعد الزعيم السوري بالسلاح وغيره من أشكال الدعم.
وفي موسكو رد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف نافياً ذلك، وقال في مؤتمر صحفي مشترك بعد محادثات مع نظيره الإريتري: (بعبارة أخرى ثمة سبيل يرسم للابتعاد عن مسار التفاوض والمراهنة من جديد على سيناريو عسكري)، قائلاً إن روسيا قامت بدورها في إقناع حكومة الأسد بحضور المحادثات. وقال لافروف: روسيا مطالبة دائماً بأن تبذل مزيداً من الجهد لتسوية الصراع السوري. وعندما نسمع أنه ينبغي لروسيا القيام ببعض الخطوات من الضروري أن نتذكر حقيقة واضحة وهي أننا فعلنا كل ما وعدنا به.
إلى ذلك وقع الاتحاد الأوروبي عقدًا بقيمة 12 مليون يورو مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس للمساعدة في برنامج التخلص من الأسلحة الكيميائية في سورية. وقالت المفوضية الأوروبية في بروكسل إن هذه الأموال من ضمن سلة تعهدت بها الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون في ديسمبر الماضي إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية؛ للمساعدة في تغطية ما قيمته ما بين 25 مليون إلى 30 مليون يورو لتدمير الأسلحة الكيميائية في سورية.
ميدانياً ضيق الجيش السوري أمس الخناق على يبرود آخر مدينة مهمة تسيطر عليها المعارضة في منطقة استراتيجية حدودية مع لبنان على بعد 75 كلم شمال العاصمة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن معارك عنيفة كانت دائرة أمس بين قوات النظام وكتائب إسلامية محلية وجهاديين من جبهة النصرة عند تخوم يبرود في منطقة القلمون. وتركزت المواجهات في محيط راس المعرة والسحل وهما معقلان للمعارضة في المنطقة، حيث يحاول الجيش وحليفه الرئيسي حزب الله إحكام الخناق على يبرود.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لفرانس برس ان سلاح الجو ألقى براميل متفجرة على ضواحي يبرود لقطع الإمدادات عن مقاتلي المعارضة في المدينة وتهجير المدنيين. ورحب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سورية أمس بقرار المجلس العسكري الأعلى تعيين العميد الركن عبد الإله البشير في منصب رئيس أركان الجيش السوري الحر والعقيد هيثم عفيسة في منصب نائب رئيس الأركان. وقال بيان للائتلاف: الائتلاف يقدر الدور المهم الذي يطلع به المجلس العسكري الأعلى على صعيد الجيش السوري الحر وتعزيزاً لدوره ومكانته، باعتباره أحد أهم أدوات الثورة السورية في مواجهة نظام القتل والإرهاب والتدمير. ويثني الائتلاف الوطني ورئاسة الائتلاف على الدور الذي لعبه اللواء سليم إدريس إبان رئاسته لهيئة أركان الجيش السوري الحر .