كتب - عبدالعزيز بن سعود المتعب:
منذ انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة والأوبريتات المميزة لها حضورها الكبير أسوة بفعاليات المهرجان المتميزة الأخرى التي تسجل منذ عام 1405هـ كل ما يرفع الرأس عالياً على كل الصعد المحلية والعربية والعالمية، حيث أصبح هذا المهرجان المشرف علامة مضيئة في جبين ثقافة الأجيال المتلاحقة طوال السنين الماضية التي اقتربت من ثلاثين عاماً، وقد اقترن كل أوبريت باسم شاعر متمكن واكب بدقة شاملة وعمق كبير وشاعرية فذّة ما يتواءم مع أهمية الأوبريت في (الزمان والمكان)، مخاطباً الدور الكبير المنوط بأوبريت المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وإذا ما تطرقنا لبعض الأوبريتات على سبيل المثال لا الحصر يلمس المتتبع التنوّع واقتران مضمون الأوبريت بمثالية قصوى، بمزج الآنية بالاستشرافية وتوظيف الماضي، ولكن وفق بصمة كل شاعر من منظور أدبي، وكذلك وفق رؤى فكره الذي يليق بتجربته الشعرية مكتملة العناصر التي يتطلبها أقصى سقف إبداع التجربة ونضجها المكتمل من أي زاوية تم تناولها.. من ذلك (جنادرية 9 أوبريت التوحيد للأمير الشاعر خالد الفيصل) حيث تناول الشاعر مشاعر كل منطقة بلسانها تجاه موحدها الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وكيف كانت عليه ثم ما آلت إليه:
نجد أنا والفخر والمجد أنا
ما أبي غير من رأسه عزيز
دوني الموت والسيف وقنا
ما أبي إلا أنت يا عبد العزيز
* * *
أنا الحسا أنا النخيل
أنا العيون الجاريه
ما للهوى يمك بديل
يا ابن الأسود الضاريه
* * *
أنا الجنوب دربي عسير
وأصبح لأبو تركي يسير
مرحبا ألفين يا شيخ الشيوخ
صافحتك الروح من قبل اليمين
* * *
أنا الحجاز
سيدي ولا دونك حجاز
عبد العزيز
يا من بحب القلب فاز
* * *
أنا الشمال.. صعب المنال
لله أسلّم للطليب.. لامن بعيد ولا من قريب
إلاّ أخو نوره رضيت
إلى أن قال:
يا ربيع الوسم يا ريح الفياض
يا رفيع الاسم يا راعي الرياض
فيك اجتمع شمل الجزيره كلّها
فيك انعقد رأي المسيره دلّها
تبوكها مع جوفها لك تستخيل
وشعيب عرعر بالموده لك يسيل
(وبالتوحيد وحدنا الإله وحدنا الوطن)
بينما في أوبريت (جنادرية 12 كفاح أجيال) من كلمات الشاعر د. صالح الشادي تحدّث الشاعر عن عصامية الأجيال من أبناء الوطن والهمّة العالية وغرس الثقة المعنوية في الجيل الخلف الذي هو امتداد مشرِّف للسلف، وفق أسمى المبادئ ومكارم الأخلاق والعمل الجاد الذي من مخرجاته كل ما يضيف للمواطن ووطنه:
شدنا الصروح العاليه واجتهدنا
صرتي لنا كل الفخر يا بلدنا
ياما زرعنا من جهود وحصدنا
وأفعالنا تحكي وتشهد علينا
إلى أن قال:
يا رياحين الجزيره
يا حصاد أجيالها
أنتم أشبال المسيره
بأهلها وعيالها
ابن البلد
نعم الولد
في همّته ماله مثيل
الله يا وجه السعد
دايم سعودي وأصيل
ولا يبالي بالصعاب
كذلك فإن (أوبريت 29 كوكب الأرض) للشاعر عبد الله أبو راس وثق أسمى آيات الحب الصادق في الله بين الشعب وولاة الأمر - أطال الله عمرهم وأدام عزهم - بتوظيف أدوات الشاعر المتمكن بل وربما لابتكار معان غير مسبوقة، كقوله في مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أطال الله عمره وأدام عزه - :
يا محقّق الرقم الصعب.. اسمحلي حبّيت
أسألك.. وشلون صرت إنت الشعب..
والشعب خلّيته ملك.
وكذلك قوله في سيدي ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز - أطال الله عمره وأدام عزه - :
يابو فهد كلّك جميل.. نلحق جزاتك
مستحيل.. يا معلّم الناس الوفاء.. فزعتك لاخوانك دليل
كذلك رصده بالشعر لسلبيات لا ينبغي أن تُمثّل المواطن السعودي الذي هو منها براء، كظلامية الفتنه أو الطائفية وما سواها وهذا هو دور الشاعر الحقيقي الكبير المؤثر:
أنا سعودي الهوى والهويّه
وأهلي من الساحل إلى الساحل أبطال
تضرب لنا الدنيا سلام وتحيّه
لأننا واحد على قلب رجّال
ما نعرف الفتنه ولا الطائفيه
حنا ندين العنف في كل الأشكال
وأضيف جزئية تحتمها الشفافية والمصداقية المهنية وهي الجهد الدؤوب على امتداد سنوات عمر المهرجان الطويلة لكل ما له صلة بالشأن الإعلامي مع جميع الزملاء الإعلاميين برقي تعاطيه مع الآخر وأخلاقه العالية وهو من يبادل جميع الزملاء الإعلاميين المحبة والتقدير الأستاذ جابر بن علي القرني - أبو معتز - بكل وطنيته المشرفة.