قرأت ما كتبه الدكتور عبدالرحمن الشلاش حول متنزه الملك عبدالله ببريدة في يوم الخميس 6 من ربيع الآخر 1435هـ العدد (15106) وإني أشاركه التساؤل حول إغلاقه، ولي ملاحظات على التخطيط العام أرجو أن تؤخذ بمراحل التخطيط المتبقية، حيث إن الرؤية الفردية لأي عمل لا بد وأن تكون غير مكتملة الجوانب مما يفقد العمل كماله وجماله، فالارتجال والاستعجال والنظرة القريبة كلها تصب في غير صالح أي عمل، ومتنزه الملك عبدالله أنشئ ليكون لجلوس وملتقى العوائل ولا بد من توفير الخصوصية لهم، فهذه كبيرة تريد أن تنام وهذه امرأة تريد أن تأخذ راحتها وترفع حجابها، وهذا رجل يريد أن يمازح أطفاله، وهذه امرأة تريد أن تحضّر وجبات خفيفة لعائلتها وهذا لا يتوافر لهم الآن على الواقع، فوجود طريق مسفلت عليه مسطحات خضراء يميناً ويساراً يجلس به العزاب من الشباب والأجانب لا يتيح للعائلة الجلوس ولا يلبي رغبتهم لذلك أو يضطرون أحياناً للرحيل بعد جلوسهم, إن المسطحات الخضراء عامل تكمله عوامل أخرى مثل الإنارة والظل ودورات المياه والانفراد عن العزاب وعدم تطفل عمال النظافة الذين بمجرد نزولك ينزلون بساحتك بحجة النظافة التي من المفروض أن تكون بعد المغادرة، وإني أقترح أن يكون هناك بالمتنزه أنصاف دوائر من نبات (الدادونيا) المقلم بارتفاع 80 سم وقطر ثلاثة أمتار وتوزع على المسطحات الخضراء بأشكال هندسية متناظرة لتضفي على المكان جمالاً وعلى العوائل ستراً وعن العواصف واقياً، وأن تؤخذ أشجار غابة النخيل التي لم يُستفد منها في ذلك المكان المنخفض وتوزع بالمسطحات الخضراء بطريقة يكون لها ظل، وذلك بأن تغرس النخلة بشكل عامودي وفي نفس الحفرة تغرس يمينها أخرى مائلة لليمين ويسارها ثالثة مائلة لليسار لتعطي الظل الكافي والجمال الممتع لأن النخلة وحدها لا يكفي ظلها إلا لشخص واحد ويكون مكان غرسها مرتبطاً بدوائر الأشجار المقترحة من ناحية الظل وقت الظهيرة، فأغلب وقت المتنزهين هو الجلوس والمتعة إذا توافرت جميع عوامل الراحة، وبذلك يصبح المتنزه قد أدى الغرض الذي من أجله تم إنشاؤه، فالشلال والبحيرة والمضمار يمر عليها مرور الكرام وغالبية الوقت كما ذكرنا للجلوس ويوجد بجوار المتنزه من الناحية الجنوبية أراض شاسعة أقترح أن تشترى وتضاف للمتنزه لرخص ثمنها وللاستفادة الأكيدة منها في المستقبل.. هذا والله من وراء القصد.