عندما لا تكون شركة تكنولوجيا ناشئة مكترثة منذ اليوم الأول لنوع الشركة التي تود بناءها، وطبيعة الأشخاص الذين تريد استقطابهم، وطريقة تعاملها مع العاملين، قد تقع ضحية السياسات وأنماط السلوك التي تسمح بإبقاء القطاع متجانساً.
ويبدأ كلّ شيء في عملية التعيين.
إن كنت رجلاً أبيض البشرة يستخدم شبكة زملائه للعثور على مرشحين لتبوء الوظائف، قد تعيّن على الأرجح رجالاً بيض البشرة، مع الإشارة إلى أن موقعاً إلكتروني لشركة تحفل بوجوه أشخاص بيض البشرة لن يوحي لنساء وأشخاص بلون بشرة مختلف بأن مؤسستك هي المكان الذي قد يمنحهم بالضرورة شعوراً بالارتياح.
وثمّة أدلّة أخرى تُفهم أشخاصاً قادمين من محيطات غير طاغية بأنه من غير المرحب بهم في الشركة. وعلى خلفية ما سبق، حاول أن تفهم الرسالة الكامنة في الأدلة التالية، بنظر نساء يسعين مثلاً للحصول على وظيفة في شركتك:
- الإعلان عن أن مناسبة من تنظيم شركتك ستشمل نساء مستعدات لإحضار الجعة.
- إدراج المشروبات الكحولية وألعاب الفيديو في دوام العمل كأهم الوسائل المستعملة لرفع المعنويات.
- استعمال كلمات تنمّ عن عدوانية، على غرار «محارب» و»نينجا» في وصف الوظائف.
لا يعني ما سبق أن النساء لا يستمتعن بالجعة والألعاب. ولكن ينبغي بك التفكير في ما إذا كنت تريد تسويق الوظيفة لغالبية قطاع التكنولوجيا، أو استقطاب مواهب جديدة (تكون أكثر تنوعاً).
لو أن موظفين محتملين قرروا غض النظر عن صفحات الإنترنت التي تُظهر وجوهاً متجانسة، وعن وصف الوظائف الذي يميل إلى تفضيل جنس محدّد، قد يبدأون بطرح أسئلة عن المنافع، وسياسات الإجازات، والتوقعات حول الوقت الممضي مع الناس، وهو الموقع الفعلي الذي تزدهر فيه التلميحات الضمنية عن طبيعة العمل.
وقد يعثرون مثلاً على شركات ناشئة تقدّم العشاء كل مساء إلى المكتب، أو تنظّم مناسبات اجتماعية ليلاً وفي عطل نهاية الأسبوع (في تلميح إلى أنه لا يفترض أن يكون للموظفين أطفال ينتظرونهم في البيت)، أو قد يعثرون على شركات ناشئة لا تذكر فيها سياسات الموظفين إجازة الأمومة أو الأبوة.
وإن جمعنا بين كل هذه الأمور، سهل علينا أن نرى كيفية مساهمة هذا كلّه في تسبيب نقص في التنوّع ضمن قطاع التكنولوجيا.
في مواجهة أدلّة كثيرة تشير إلى أن تنوع القوى العاملة يحقّق نتائج أفضل من تلك المسجّلة في فريق عمل متجانس، بإمكاننا تقديم حجة مؤيدة للتنوع، واعتباره من الأمور الواجب تواجدها في الشركات وعلى الصعيد المعنوي. ولكننا لن نحرز أي تقدم في قطاع التكنولوجيا إن تحدينا المبدأ القائل إن ّالاكتراث والتنوع هما من الأمور التي لا نملك الوقت لها.