استثمار الفرص في عالم الكرة

الموسم الكروي لهذا العام حقا مختلف عما سبقه من مواسم، بعودة قطب العاصمة الكروي إلى المنافسة بعد غياب طويل مما أعاد جمهوره المتعطش إلى معشوقه الأصفر. هذه العودة أعادت الحيوية إلى الدوري المحلي وباقي المسابقات حتى جذبت المتابعين من دول الخليج وبعض الدول العربية.

والرياضة في العموم هي رافد حضاري ونشاط لا يستغني عنه أي مجتمع، بل إن ضعفه دلالة خلل وتخلف وما كرة القدم إلا أحد أبرز أنماط هذا النشاط ان لم يكن ابرزها على مستوى العالم، والذي بات يعتبرها صناعة، بل إن (فيفا) أو الاتحاد الدولي لكرة القدم هو أغنى منظمة غير حكومية في العالم. إذاً فهي ليست مجرد لعبة أو لم تعد كذلك بل هي ترفيه يحكمه نظم وقوانين واقتصاد ومزاج اجتماعي، وثقافة وعوائد اعلامية واقتصادية واجتماعية كبيرة.

مما لفت انتباه الجمهور والمتابعين ما يقدمه جمهور نادي النصر الرياضي من لوحات يشكلها في مقاعد الملعب وهي تحمل عبارات أو أشكالا متنوعة دعما لناديهم، بشكل منظم وجميل لفت انظار الجماهير والمتابعين على شاشات القنوات الفضائية. أضف إلى هذا مايحمله اللاعبون والبراعم الصغار من لوحات قماشية قبيل بدء المباريات تحمل عبارات الدعم والدعوة للمساندة لجمعية خيرية وإنسانية، وهذا لعمري أحد الأهداف السامية للرياضة والتي يسر لرؤية الاهتمام بها كل محب لخير هذا المجتمع وكل مجتمع. فالرياضة انما هي ترويض للنفس وتهذيب للطباع وتنفيس للطاقات السلبية المختزنة في دواخل البشر، إلى جانب انها استثمار في بث الوعي الاجتماعي والأخلاقي وخلق الوظائف والأعمال الصغيرة للشباب وتنشيط الاقتصاد المحلي وغير ذلك من كل ما له نفع على المجتمع والدولة على السواء.

تشكل كرة القدم مجال الترفيه الأول لدينا في ظل قلة مجالات الترفيه ومحدوديتها، وتشهد مدرجات الملاعب لدينا حضورا جماهيريا زاد هذا العام كما قلت آلافا مؤلفة، وفي هذا كما قلت فرص لإكساب الشباب جرعات تثقيفية في الوعي الاجتماعي والأخلاقي بل وحتى للترويج الثقافي. كما وان فترة مابين شوطي المباراة تعتبر فرصة عظيمة لتقديم فقرات ترفيهية بطابع توعوي. ان هذه اللوحات التي يقدمها الجمهور يمكن استغلالها لتقديم عبارات تحث على قيم أخلاقية وحضارية، لأن الجمهور هم في أحسن مزاج لاستقبال هكذا رسائل.

الترفيه ومواسم الفرح هي روافد نفع للمجتمع والبلد يجدر بأصحاب الاختصاص والقطاع الخاص الافادة منها بزيادة الاهتمام بمرافق الألعاب الرياضية وفتحها لأفراد المجتمع كافة وإشراك قطاعات المجتمع ومؤسساته المدنية في مختلف النشاطات الرياضية، ومنها بالأخص ملاعب الكرة بمرافقها كون هذه اللعبة هي الاكثر شعبية في المملكة والمنطقة عموما بل والعالم اجمع. فتحسين مرافق الاستاد الرياضي وتقديم الخدمات للجمهور بكافة شرائحه من تذاكر الكترونية يتم شراؤها عن طريق الانترنت، إلى اشراك القطاع الخاص لتقديم مايحتاجه الجمهور من طعام بمستوى لائق صحيا وملبيا لتنوع ذوقه ورغباته. وانك لتعجب من شاحنات تحمل الفراولة والقشدة لتقديمها لجمهور ملعب ويمبلدون أثناء بطولة التنس الدولية السنوية في بريطانيا!.

ان الكرة لم تعد ترفيها فقط وإنما صناعة لها أصولها وأثرها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وكل موسم وأنتم بخير.