الحماس الذي تلتهب به مدرجات الملاعب، وتجمعات الأهل والأصدقاء عند مباريات كرة القدم، ليس جديداً، وليس يدعو لدهشة، أو يستجد في خاطر...
فكرنا طويلاً، وكتبنا كثيراً، وقارنَّا أكثر، وانبثقت لدينا قناعات قد يشترك معنا فيها كل البشر في بقاع الأرض..
فاللعب بالكرة بين الأقدام لم يعد إلا لعبا بكثير من مقدرات العقل، بمثل ما هو بعديد آخر من مقدرات يمكن أن تتنعَّم بها قطاعات أخرى في واقع المجتمعات التي تطغى فيها «كرة القدم» على المصنع، والمختبر، والفصل الدراسي، وعيادة الطبيب .. وسواها..
أصبحت هذه الكرة رمزا لتفاصيل موغلة في الدقة داخل عقل الإنسان ..، ووجدانه..
ترى لو كانت هذه المستديرة الصغيرة من الجلد، المفرغة إلا من الهواء..، الممهورة بالتواقيع، تملك لسانا ..، وعقلا.. هل سوف ترضى بأن لا ينافسها المختبر..، والمصنع ..، ومدرج الجامعة، والفصل الدراسي في المدرسة، والروضة، وعيادة الطبيب، و..، .. و...!
بل ذلك المستقر في داخل العقول، المزودة بمدارك، وقدرات..؟
وهي التي تتجوف مثلها..، ولا يملأها غير الهواء....؟!
وما الذي ستنصف به تلك الكرة في الرأس..، منها تلك الأخرى بين القدم..؟!