ربما تكون قد سمعت عن رواية (دراكيولا يتحدى فرانكشتاين) أو (فريدي يتحدى جيسون) أو حتى (كينج كونج يتحدى جودزيلا)، والآن بات بوسعك أن تضيف إلى هذه القائمة (النمل المجنون يتحدى نمل النار).. إلا أن هذه ليست رواية خيالية تعرضها شاشات السينما، إذ يوجد نوعان من النمل يعيشان في أمريكا الجنوبية، وتحرص الولايات المتحدة على ألا ينتشرا فيها بوصفهما كائنات غير مرغوبة، ويتقاتل هذان النوعان بضراوة للاستحواذ على الغذاء وأماكن المعيشة في جنوب شرق الولايات المتحدة. هناك النمل المجنون وهو القادم الجديد في هذه المعركة ويتقاتل بشراسة مع نمل النار، إلا أن العلماء في جامعة تكساس وضعوا أيديهم على أسباب هذا التناحر. يعيش نمل النار الأحمر في المناطق الاستوائية من أمريكا الجنوبية ويعد من أشرس الحشرات التي عرفها الإنسان، إذ يمكنه أن يلدغ ضحيته -بعكس الحشرات الأخرى التي تلدغ مرة واحدة ثم تتوقف أو تموت- مرات عديدة تصل إلى خمس مرات في الثانية الواحدة لينفث فيها سموماً فتاكة تصيبها بالشلل، وقد تجهز على الإنسان. وسمي نمل النار ذي اللونين الأحمر والأسود بهذا الاسم لقدرته الخارقة على العيش وسط درجات الحرارة اللافحة وحتى في النار نفسها إلى جانب لدغاته النارية المؤلمة التي يسببها للبشر والحيوانات على حد سواء. ونمل النار حشرة سريعة الحركة عند الهجوم وينقض على فريسته بأعداد كبيرة وبأسراب يصل طول الفوج منها إلى ستة كيلومترات قبل أن يشرع في التهامها على مهل، ويتغذى أساساً على النباتات والحشرات والحيوانات الصغيرة كالضفادع والسحالي. وعندما يلمس جسم الضحية تتوهج وتصاب بحروق من الدرجة الثانية والثالثة. وقالت دراسة نشرت نتائجها في دورية (ساينس) الخميس إن النمل المجنون يحظى بقدرة نادرة على إبطال مفعول سموم نمل النار، إذ يطلق سموماً مضادة والترياق الخاص به تلتصق بأجسام الحشرة بعد تعرضها لسموم نمل النار لينجح في حماية نفسه من شرور عدوه. وتمثل هذه المنظومة الدفاعية الكيمائية تعديلاً في قواعد لعبة سباق التسلح بين هذين النوعين من الحشرات. وقال اد ليبرون الخبير في الأنواع الحشرية المفترسة بجامعة تكساس في مكالمة هاتفية «ربما يكون ذلك السبب الرئيس وراء انتشار النمل المجنون محل نمل النار في المناطق التي يغزوها الأخير».