الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بدأنا نلحظ أنها تفكر بطريقة جديدة، ففي اللقاء الإعلامي الذي جمعنا بالمهندس إبراهيم السطان يوم الأربعاء الماضي، حيث استضافت الهيئة العليا عدداً من الإعلاميين، تحدث إلينا معظم المسؤولين في إدارات: الهندسة، التخطيط، المشاريع. عن مشروع (الملك عبد العزيز للنقل العام بمدينة الرياض)، فقد وصلنا أن هناك روحاً جديدة من الهيئة خلافاً لما كانت عليه سابقاً، فقد كانت الهيئة فيما مضى تتحدث عن مشروعاتها المحدودة وتتوسع في الحديث عن مشروعات الجهات الأخرى: مياه السيول، مشروعات الصرف الصحي إنشاء الجسور، الأنفاق، الطرق، الكهرباء، شبكة المياه. وغيرها من مشروعات القطاعات وكأنها ضمن تبعيتها أو من منتجاتها، لكن في هذا اللقاء وجدنا الهيئة منهمكة في مشروعها الأكبر والأضخم شبكة القطارات وشبكة الحافلات، هذا المشروع الذي تأخر كثيراً حتى وصل إلى هذا الرقم المالي الكبير، بسبب تعقيدات البنية التحتية لمدينة الرياض التي امتدت شرقاً وشمالاً دون توقف، وهذا زاد من الكلفة المالية وصعوبة تنفيذ المشروع خلال سنوات قليلة: (6)محاور للقطار الكهربائي بطول (176)كم و(85) محطة، وإجمالي عدد القطارات (202) وقابلة للزيادة مستقبلاً (338)، أما الحافلات فهي (4) مسارات بطول (69) كم و(103) محطات. هذا الحجم الضخم والمسؤولية الكبيرة جعلت الهيئة العليا تتحدث مع وسائل الإعلام بطريقة جديدة لم نكن نعتادها من قبل، حيث كانت الهيئة بالسابق شحيحة في المعلومات وبطيئة في التعامل مع الإعلام، ولا تستمع بما يجب للجهات عندما يتحدثون إليها، ولا تتأثر بما تطرحه الصحافة و قد لا تلتفت إلى رأي الكتّاب، بلا شك أن هناك روحاً جديدة وانفتاحاً وسهولة في التعامل، لأنّ مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام مشروع حضاري سوف يشل بعض الأحياء السكنية ويعيق حركة السيارات وتنقلات السكان، لكنه بالمقابل مشروع حضاري له انعكاساته الإيجابية على الاقتصاد والسكن والحياة الاجتماعية، سيحقق لساكني الرياض التي عاشت على وسيلة نقل واحدة ويتيمة -السيارات - سيحقق لها الاستقرار الخدمي الذي يساعدها على النمو الأكثر تطوراً مثل باقي دول العالم الحديثة، وأيضاً ستكون الرياض نموذجاً للمدن السعودية التي سيتغير حالها بإذن الله بعد أن تدخلها شبكات القطارات والحافلات.