الجنادرية - سعود الهذلي / تصوير - سليمان الغوينم:
أعرب عدد من الزوار الأوروبيين للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) في دورته الحالية عن إعجابهم بما شاهدوا من موروث حضاري قيم للشعب السعودي، وما اطلعوا عليه من تجهيزات تنظيمية جيدة للمهرجان، مثمنين الاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - للتراث الثقافي الوطني وهوية البلاد الثقافية.
وثمن الزوار الأجانب الذين تحدثوا لـ(الجزيرة) جهود الحرس الوطني واللجنة العليا للمهرجان في الإعداد الجيد للمهرجان والتنظيم، مؤكدين أنهم لم يشاهدوا من قبل مثل هذا التراث الشعبي الفريد، وفوجئوا بأن المملكة العربية السعودية تملك هذا الإرث الحضاري الغني.
في البداية أكد البريطاني اورن كاي أنه فوجئ بما رآه من مقتنيات تراثية وشعبية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، ولم يكن يتوقع أن يجد كل هذا الموروث الغني الذي خلفه السعوديون الذين عاشوا في غابر الزمان، داعياً المهتمين من كل دول العالم إلى الحضور إلى المملكة لمعرفة تاريخ هذا الشعب وعظمته، وكيف أن قيادته تهتم بالتراث الماضي في ظل النهضة الشاملة التي تعيشها البلاد.
وأضاف كاي بأن المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) نافذة للشعوب الأوروبية للتعرف على إرث وتاريخ البلاد وحاضر نهضتها، وكذلك استشراف مستقبلها من خلال العديد من المؤشرات القيمة. وتابع: لن أنقطع عن زيارة المملكة في كل عام بالتزامن مع انطلاق مهرجان الجنادرية للتعرف أكثر على تاريخ وحاضر هذا البلد الذي يمثل أنموذجاً ثقافياً وحضارياً محلياً وإقليمياً وعالمياً.
واعتبر ماين سلفاي من الجنسية البريطانية أن مهرجان (الجنادرية) وما شاهده من جهود رائعة في التنظيم يعكس اهتمام قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالتراث والموروث الشعبي ودعمه ومساندته بشكل مستمر، مشيراً إلى أنه لم يشاهد من قبل مثل هذا الثراء في الإرث التاريخي، ويواكب ذلك الطفرة التنموية التي لاحظها في شتى المجالات، وخصوصاً البنيات الأساسية من طرق ومرافق عامة ومعمار.
وبيّن أنه لم ينقطع عن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) منذ دوراته الثلاث الأخيرة، وظل مواظباً على حضور هذه الفعاليات الممتعة نظراً للقيمة الثقافية الكبيرة التي تحملها، والمعلومات المعرفية التي تتيحها حول تاريخ وتراث المملكة العربية السعودية، وكيف استطاعت هذه الدولة أن تنهض بشعبها، وتؤثر في شعوب المنطقة قاطبة، معرباً عن ثنائه للجهود التي تبذلها قيادة الحرس الوطني للإعداد لهذه المناسبة الثقافية في كل عام.
وأكد ماجن جاني أمريكي الجنسية أن أجنحة المعارض التي اطلع عليها في القرية التراثية بالجنادرية لا تعكس فقط الموروث الثقافي والاجتماعي للشعب السعودي، بل تلقي الضوء أيضاً على واقع التنمية والبناء الذي تعيشه المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في شتى المجالات، معتبراً المهرجان يتيح للطلاب والطالبات والشباب عامة التعرف على ما قدمه أجدادهم في العصر الماضي، وكذلك حكومته في الوقت الحاضر من أجل مواكبة الواقع وتلبية تطلعات الشعب.
وأضاف بأنه منبهر حقاً بما شاهده من أجنحة تراثية لمختلف مناطق المملكة، واستطاع أن يلم بتاريخ هذا البلد وتراثه، وكيف عاش إنسانه في الماضي بمراحله المختلفة، إلى جانب كيفية تحوّل المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر إلى دولة عملاقة تزدهر فيها صناعة النفط، وتنهض فيها البنايات الشاهقة والكباري والطرق التي تشق الصحاري والجبال، إلى جانب الرفاهية التي يتمتع بها هذا الشعب، رغم ما تعيشه بعض الدول في المنطقة العربية من اضطراب وعدم استقرار دائمين.
وأعرب زميله سوكاي مور بالي عن دهشته وإعجابه بما شاهده من موروثات تاريخية وحضارية للشعب السعودي بالمهرجان الوطني للتراث، فضلاً عن التنظيم الجيد والإقبال الشعبي الكبير الذي لاحظه من شتى دول العالم، مشيراً إلى أنه لأول مرة يزور المملكة ويتصادف ذلك مع فعاليات هذه المناسبة القيمة، وقال إنه لمس من خلال التنظيم اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بالتراث والثقافة، وحرصها على المحافظة عليه باعتباره جزءاً أساسياً من موروث الشعب السعودي وعاداته وتقاليده الأصيلة.
وأضاف بأن الزائر يشعر بالفخر والاعتزاز بهذا الشعب وتاريخه وإمكانياته الهائلة وقدرته في التعبير عن نفسه عبر شتى الوسائل، وهو ما لفت نظره وشاهده لأول مرة، داعياً المنظمات والجهات المهتمة بالتراث الشعبي والحضاري إلى العمل على توثيق تراث المملكة العربية السعودية وعرضه على شعوب العالم الأخرى للاطلاع عليه والتعريف به، إلى جانب مساعدة الحكومة للمحافظة عليها حتى لا تندثر بفعل التغيرات البيئية، وقال: اطلعت على مقتنيات أثرية ذات قيمة ثقافية عالية لم أشاهدها من قبل في أي معرض.