تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- تقام حفل العرضة السعودية التي يقيمها الحرس الوطني ضمن نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته التاسعة والعشرين، وذلك في صالة الألعاب الرياضية المغلقة بطريق الدرعية، حيث تمثل العرضة السعودية أحد أهم نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة التي تعبر عن وحدة واتحاد الشعب والقيادة، كما أنها تمثل تجسيداً لعزة الأمة وقوتها وتماسكها.. كما أنها تسهم في إحياء التراث السعودي وتعزيز قيم الأصالة والإرث العربي التليد في نفوس الشباب.
العرضة النجدية
وبالنظر إلى طريقة أداء العرضة السعودية فإننا نجد أن العرضة النجدية يغلب عليها أداء الكورال الذي يكرر أبياتاً معينة ثم تتلوها الرقصة التي عادة ما تكون عبارة عن رفع السيف وتمايل جهة اليمين أو جهة اليسار مع التقدم بعدد من الخطوات إلى الأمام. ويكون عادة المنتشون في صف واحد، وتستخدم فيها أنواع مختلفة من الطبول، يُطلق على الكبيرة منها اسم طبول التخمير، أما الصغيرة فيطلق عليها طبول التثليث وهي التي اكتشفت مع العرضة السعودية في نفس الوقت بهدف رفع المعنويات، وكذلك لاستعراض القوة قبل الخروج إلى الحروب، فعندما اكتشف المحاربون أن الأصوات لا تكفي لأداء الغرض تم إدخال الطبول حتى يرتفع الصوت أكثر.
أزياء العرضة
وبالعودة إلى الأزياء التي تستخدم في العرضة النجدية يلاحظ أن الإبهار الجمالي في تشكيلات هذه الرقصة يعتمد إلى حد كبير على الزي، لكونها رقصة حرب، لذا فقد اهتم الراقص بإظهار الأسلحة وأدوات الحرب والقتال طوال هذه الرقصة، إضافة إلى وجود زي خاص يستخدم فيها، وهو زي فضفاض واسع حتى يسمح بسهولة حركة الراقصين، ويصنع من قماش أبيض اللون خفيف حتى يتلاءم مع الطبيعة المحيطة التي تؤثر فيها عوامل الطقس، ويُرتدى عادة فوق هذه القطعة قطيفة سوداء تسمى القرملية، وتكون أحياناً ذات أكمام طويلة، وتُلبس مع الشماغ والغترة والعقال. ومن المستبعد أن تتم العرضة دون حضور السيف الذي يعد عماد الرقصة بحكم أنها في بداياتها كانت عبارة عن رقصة حرب. ويلبس الراقص في الوقت الحاضر (محزما)، وهو عبارة عن حزام يوضع بشكل متقاطع، وكان قديماً ذا أهمية في وضع الرصاص للبنادق، وكان يتم تسخين طبول التخمير أو طبول التثليث تحت الشمس أو على نار هادئة.
مختارات من شعر العرضة
وبهذه المناسبة اخترنا مجموعة من القصائد التي قيلت في العرضة من كتاب (أهازيج الحرب أو شعر العرضة) للأستاذ والأديب الشاعر الكبير عبدالله بن خميس رحمه الله. أولى هذه القصائد للشاعر محمد العوفي:
يا شيخ باح الصبر..
منِّي عليكم ياهل العوجا سلام
واختص أبو تركي عمى عين الحريب
يا شيخ باح الصبر من طول المقام
يا حامي الوَنْدات يا ريف الغريب
اضرب على الكايد ولا تسمع كلام
العز بالقَلْطات والراي الصّليب
لو ان طِعت الشُّور يا الحر القطام
ما كان حشت الدار واشقيت الحريب
أكرم هل العوجا مدابيس الظلام
هم درعك الضافي إلى بار الصحيب
وهذه قصيدة للشاعر فهد بن دحيم:
يا صَليب الرأس..
جت لابو تركي على ما تمنى
يوم خلَّى السيف يرعف ذُبابه
شيخنا سيِّر بنا لا تونا
من سعى بالحرب حنا ذهابه
يا صَليب الراس زبن المُجنّا
من سلايل وايل يلتجى به
حِنْ هل العوجا نُسابق دَخنَّا
فِعْلنا بيِّن وكل درى به
كم صبي طاح يشكي طعنَّا
فارق الدنيا وفارق شبابه
لاحتمى البارود منهم ومِنَّا
لابتي تاطا الخطر ما تهابه
وأيضاً للشاعر فهد بن دحيم:
يا نجد حنا لك
مِنِّي عليكم ياهل العوجا سلام يزيد
واختص ربعٍ بالمراجل تظهر حقوقها
فروخ الحرار اللي تطلَّع في نهار الهديد
من نسل أبو تركي شبوب الحرب بسبوقها
حنا هل العوجا وهنا اللي نرد الضديد
والطايله يحظى بها من عز طاروقها
يا نجد حنا لك على الداعي كعام الضديد
والله ما نرخص بها وسعود عشيقها
يا لابتي هَرْج المجالس بالرخا ما يفيد
يقطع صبي ما يرد النفس عن بُوقها
لي قيل أبو تركي من العوجا نوى بالشديد
عبدالعزيز اللي يسوق المر بحلوقها
وقصيدة أخرى للشاعر فهد بن دحيم:
حنا هل العادات..
سلام يا شيخ على الحكام صِيته رفيع
لين أصطفق في نجد تسكن عقب زلزالها
نمشي براي الله ثم براي أبو الجميع
عبدالعزيز اللي ملك نجد وحمى جالها
لي جا نهار للجنايز فيه مثل الصريع
يمِّن جوانبها ويقعد ميل عيَّالها
كم راس راس عاصي عقب الصّعاله يطيع
سلطان نجد وهقوته محدٍ تَهَقْوَى لها
واثنى على اللي بالملاقا للسبايا وديع
سلطانا لي كبرة القالات شيَّالها
عبدالعزيز ان باعوا الشيمة هله ما يبيع
لاستصعبت يحلها ويخلص أشكالها
وهذه قصيدة أخرى للشاعر فهد بن دحيم أيضاً:
حن هل العوجا..
شيخنا سلطان كل القبايل
أعلنت له بالثنا اربابها
ياخذ الطولة على كل طايل
هقوته محدٍ تهقوى بها
ابو تركي لا قبل الضد صايل
ياخذ الطولة ويحظى بها
حن هل العوجا إلى جَت صمايل
وشيخنا اللي نجد عيَّا بها
كم صبي يحتظي بالجمايل
ما يهاب النار يا طابها
ودك اللي ما مضى له فعايل
يلبس الشيلة يغطي بها
وأيضاً للشاعر فهد بن دحيم:
حِنْ هل العادات..
نجد شامت لابو تركي واخذها شيخنا
واخمرت عشَّاقها عقب لَطْم خشومها
لي بكت نجد العذية تهل دموعنا
بالهنادي قاصرين شوارب قومها
حِنْ هل العادات ومخضّبين سيوفنا
والطيور الحايمة جادعين لحومها
صعبةٍ افعالنا لي بغاها غيرنا
وكلمة التوحيد حنا عمار رسومها
حِنْ هل العوجا نهار الملاقى عيدنا
والجزيرة كلها مِد بين قُرومها
لابتي عُوج المراكيض هذا سوقنا
بيعوا الارواح في الهوش باول سومها
وهذه قصيدة للشاعر عبدالرحمن بن صفيان:
ضرب المعادي
لي صاح صياح المنادي
وقالوا ترى ما مِن سلام
عاداتنا ضرب المعادي
والذيب يشبع مالجهام
وقصيدة أخرى للشاعر عبدالرحمن بن صفيان:
نحمد الله
نحمد الله جت على ما تمنَّى
من ولي العرش جزل الوهايب
خبر اللِّي طامع في وطنا
دونها نثني إلى جت طلايب
واجد اللي قبلكم قد تمنى
حربنا لي راح عايف وتايب
يا هابيل الراي وين انت وانّا
تحسب انّ الحرب نهب القرايب
لي مشى البيرق فزيز ومه انا
حن هل العادات واهل الحرايب
كان ما نجهل على اللي جهلنا
ما سكنا الدار يوم الجلايب
ديرة الإسلام حامينه انّا
قاصرين دونهات كل شارب
وللشاعر الأديب الكبير الأستاذ عبدالله بن خميس -رحمه الله- عدد من القصائد اخترنا هذه القصيدة:
وين المغاني؟
سلام يا دار تربع في مفيض الوصيل
نخوة بني مقرن هل العادات تعزى لها
دار الشرف والمرجلة والمجد عز النزيل
لاجا بوادر قالة فانشد عن رجالها
يا دار قولي وين صاف الما وهدب النخيل
اللي تعطف شرد الغزلان بظلالها
وين المغاني والمباني والنسيم العليل
وين الرجال اللي عرفنا تحتمي جالها
جداوي لي مني مررت الدار دمعي يسيل
وأقول مما في ضميري: آه عزّالها
حلفت بالله يا بلادي ما نبي بك بديل
لو كان دار يجتني الياقوت بسهالها
يالله ياللي لاعطا مهوب مده قليل
طالبك يا منزل بلاها تلطف بحالها
عساك يا وادي حنيفة كل يوم تسيل
تحيي بلاد جدد الإسلام بقذاله
(الجزيرة) تقف على الاستعدادات
هذه وقد قامت (الجزيرة) صباح أمس بزيارة للصالات الرياضية بطريق الدرعية حيث تجري الاستعدادات على قدم وساق لتجهيزها لاحتفال العرضة السعودية تمشياً مع توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب بعمل كافة الترتيبات الخاصة بهذه المناسبة التاريخية والتراث الأصيل.
ويتابع الأستاذ عبدالرحمن المسعد مدير المكتب الرئيس لرعاية الشباب بمنطقة الرياض الاستعدادات أولاً بأول، والأستاذ إبراهيم فرج القحطاني مدير مسبح رعاية الشباب وبقية زملائه في الصالات الرياضية.
(الجزيرة) تلتقي المواطنين
وبهذه المناسبة التقت الجزيرة عددا من المواطنين الذين تحدثوا عن المهرجان الوطني للتراث ومساهمته الموفقة ورسالته الكبيرة من خلال هذه الفعاليات الشاملة. وتأتي في مقدمة تلك الفعاليات العرضة السعودية رقصة الحرب. ويقول المواطن إبراهيم الدوسري: لا شك أننا سعداء بإقامة المهرجان الوطني للتراث والثقافة وتمكين الجميع من التعرف على شيء عن تاريخ وأصالة هذه البلاد. الجنادرية تنوعت فعالياتها وأصبحت محل ترقب وانتظار افتتاحها، فوجود هؤلاء الأدباء والمفكرين وإقامة سباق للهجن وتنظيم أوبريت يتغنى عن هذا الوطن، كل هذه فعاليات وفق الحرس الوطني في إدراجها ضمن فعاليات المهرجان.
وقال المواطن عبدالله القحطاني: لا شك أن الناشئة سوف يتعرفون من خلال هذه الفعاليات على كل شيء عن تاريخ هذه البلاد، وهذا عمل رائع في ربط الماضي بالحاضر وأجدها مناسبة طيبة لتقديم الشكر لكل من ساهم في إقامة المهرجان الوطني للتراث والثقافة.
ورأى المواطن سليم العنزي أن إقامة عمل كبير يمكن الجميع من متابعة فعالياته والتعرف على تاريخ المملكة من جميع النواحي إضافة إلى تخصيص أجنحة لكافة مدن ومناطق المملكة. وتمنى المواطن محمد الشهري أن تطول مدة المهرجان ليتمكن الجميع من متابعة فعالياته خاصة أن هناك الكثير من المواطنين يصلون من مناطق بعيدة لمتابعة الفعاليات.
نحمد الله جات على ما نتمنى
«نحمد الله جات على ما نتمنى.. من وليّ العرش جزل الوهايب» لا تكاد تمر مناسبة وطنية إلا ويتردد هذا البيت في العرضة السعودية أو «رقصة الحرب» وهو تقليد تراثي قديم يعبر عن وحدة الوطن واتحاد الشعب مع قيادته، ويقام مصاحباً بأصوات الطبول ولمعان السيوف الصقيلة.
وتمثل العرضة السعودية التي تقام برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أحد أهم نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة وتمثل تجسيداً لعزة الأمة وقوتها وتماسكها.
والعرضة السعودية هي نتاج تطور لعادة عربية قديمة عرفها العرب في حالة الحرب، رغم عدم وجود نصوص في التراث العربي القديم، إلا أنه يمكن من خلالها الربط بينها وبين واقع العرضة التي تعرف اليوم.
وتُمارس العرضة بعناصر أساسية هي الطبول والسيوف والملابس الخاصة وترديد أبيات شعرية حماسية وهذه من ضروريات العرضة، بالإضافة إلى الراية وحملة الطبول الذين يضربون عليها بإيقاع جميل متوافق مع إنشاد الصفوف.
وتقام في وقتنا الحاضر العرضة السعودية في مواسم الأعياد والأفراح على شكل كورال شعبي يكرر أبياتاً معينة ثم تليها الرقصة التي عادة ما تكون عبارة عن رفع للسيف وتمايل جهة اليمين أو جهة اليسار مع التقدم لعدد من الخطوات إلى الأمام.
وينتظم المنشدون في صف واحد باستخدام أنواع مختلفة من الطبول، يطلق على الكبيرة منها اسم طبول التخمير، والصغيرة التثليث، ومؤخراً دخلت عناصر بقصد الإبهار الجمالي في تشكيلات العرضة، حيث اهتم مؤدو العرضة بإظهار الأسلحة وأدوات الحرب والقتال طوال هذه الرقصة، إضافة إلى وجود زي «المرودن» وهو لباس فضفاض واسع يسمح بسهولة الحركة لمؤدي العرضة، ويصنع من قماش أبيض اللون خفيف حتى يتلاءم مع الطبيعة المحيطة التي تؤثر فيها «عوامل الطقس» ويرتدى عادة وهو عبارة عن (جله) يوضع بشكل متقاطع وكان قديماً ذا أهمية في وضع الرصاص للبنادق. وكان يتم تسخين طبول التخمير أو طبول التثليث تحت الشمس أو تحت نار هادئة.
ومن أشهر الأبيات التي تردد في العرضة السعودية «نحمد الله جات على ما نتمنى.. من وليّ العرش جزل الوهايب» حيث يردد المشاركون هذا البيت جماعياً مغنّى ومطعّم بأصوات الطبول.