عندما نقرأ ما ينشر في هذه الصفحة عن الطرق والحوادث المؤلمة التي تقع فيها يتبادر إلى الذهن الطريق الذي يربط محافظة الزلفي بمحافظة الغاط أو طريق الموت كما يسمى.
هذا الطريق الذي لا يتجاوز طوله أربعين كيلاً بمسار واحد لا يزال يشكل خطراً على مرتاديه حوادث مؤلمة ينتج عنها وفيات وإعاقات وعاهات مستديمة. شباب فقدوا حياتهم، وبيوت خيَّم الحزن والأسى عليها وأمهات فُجعن بفلذات أكبادهن، بيوت أغلقت ونساء ترملن وأطفال تيتموا ولا يزال البرنامج الزمني لهذه المصائب لم ينته بعد.
من بداية هذا الطريق وبعدما تتجاوز كبري سمنان وعلى بعد بضعة أمتار يأتيك تقاطع الموت، حيث لا يكاد يمضي أسبوع إلا ويقع حادث من العيار الثقيل على مرأى ومسمع من الجهات ذات العلاقة ولا أحد يحرك ساكناً وكان الأمر عادي حماس في البداية وبعدها تجاهل وإهمال إلى أن تحصل كارثة أخرى تؤدي إلى المزيد من المصائب والأحزان والعاهات والخسائر المادية.
وتستمر الأخطار عندما تسلك هذا الطريق متجهاً للمزارع والاستراحات وصولاً إلى محافظة الغاط.
مضى على إنشائه أكثر من أربعين عاماً حصل خلالها المئات من الحوادث المؤلمة نظراً لارتفاعه وضيق مساره وكثرة مرتاديه.
أين وزارة النقل عن هذا الطريق؟ لماذا كل هذا التباطؤ والإهمال وعدم المبالاة، لماذا يسير العمل بازدواجيته مسار السلحفاة، هذه تريد مزيداً من المصائب، هل تريد أن يدخل الحزن إلى كل بيت، ألا يكفي ما حصل، هل ننتظر أن تحصل مأساة تأكل الأخضر واليابس وتهلك الحرث والنسل.
طريق لا يتجاوز طوله أربعين كيلاً يأخذ كل هذا الوقت، ما ذنب المواطن عندما يسلك هذا الطريق خارجاً من أهله سليماً معافى وبعد وقت يأتي الخبر المفجع لأهله وأولاده.
هل القائم على الجهة المسؤولة عن هذا الطرق يتصور حجم هذه الفاجعة، هل يتصور مشاعر الأم المكلومة على فلذة كبدها.
منذ سنوات مضت ونحن نسمع بأن هذا الطريق سوف يكون مزدوجاً وقلنا لعل هذا يتم خلال فترة معقولة لعل المعاناة ترتفع ويصبح السير عليه متعة، حيث المزارع والنخيل والأشجار ولكن كل هذا انتفى في ظل هذا الوضع القائم، حيث يد الإنسان على قلبه خوفاً من هذا الطريق.
مضت الأعوام ولا يزال العمل بطيئاً رغم أهمية هذا الطريق فهل ننتظر المزيد من الحوادث التي تحصد أرواح الشباب، من المسؤول عن هذا، ألا يكفي ما حصل، ألا يكفي أن أصبح يُسمى طريق الموت، ألا تكفي هذه السنوات من النسيان والتجاهل.