كان هناك ولد يعاني من قصر القامة منذ ولادته يدعى سعد يعيش في قرية صغيرة يسكن فيها عدد ليس كبيرا من السكان مع والده ويدعى أسامة ووالدته وتدعى سمية، وكان معروفا عن هذه القرية بأنها قرية جميلة يكثر فيها الأشجار والورود ونهر صغير وتغطيها السحب وتكثر فيها الأمطار.
معروف عن سعد بأنه مجتهد في دراسته وكان أسامة والد سعد يعمل حطاباً ومعروف عنه القوة والشجاعة، ويخرج من الصباح الباكر ويعود متأخراً في وقت المساء ويقضي يوماً كاملاً في نهاية الأسبوع في المنزل مع عائلته للاهتمام بهم.
ولا تخلو القرية من وجود بعض ما يعكر صفوها وهو وجود بعض الأشخاص الأشرار والمعروفين بقيامهم ببعض الجرائم والسرقات في القرية. وقد قرر هؤلاء الأشخاص بأن يقوموا باختطاف سعد وتهديد والده بإيذاء سعد إن لم يحقق لهم طلباتهم.
وبعدما استمتع سعد في الحديقة مع الطيور، هم بالذهاب إلى المنزل وفي الطريق قابل هؤلاء الأشخاص الأشرار وخاف سعد وصار يرتجف من الخوف وطلب منهم ألا يؤذوه. ولكن الأشرار طلبوا منه بأن يذهب معهم وإلا أوجعوه ضرباً.
خاف سعد من التهديد وذهب معهم وهو لا يعلم ماذا سيحدث له وهو يبكي ويصرخ. خطف هؤلاء الأشرار سعد وذهبوا به إلى منزل يقيمون فيه وقالوا: إنهم سيطلبون من أسامة والد سعد مبلغاً من المال لاسترجاع ابنه سعد وإنقاذه.
عندما عاد أسامة إلى المنزل، لم يجد سعد في المنزل وكانت والدته سمية تبكي وتقول: إن سعد خرج منذ وقت طويل للنزهة في حديقة الطيور ولم يعد حتى الآن. أصاب أسامة الذهول على ابنه وخاف عليه وصار يدعو الله بألا يصيب ابنه الوحيد أي مكروه.
عاد إلى المنزل حزيناً ووجد الأم تبكي وهو لا يعلم ماذا يفعل... ذهب إلى بعض أصدقاء سعد والسؤال عنه إن كانوا قد رأوه ولكن الجميع أجمعوا بأنهم لا يعلمون شيئاً وأنهم رأوه فقط في المدرسة ثم خرجوا جميعاً من المدرسة مع سعد وعادوا إلى منازلهم ظهراً.
وعند عودة أسامة إلى المنزل، وجد ورقةً عند باب المنزل مكتوب عليها... إن كنت تريد ابنك فأحضر لنا مبلغاً كبيراً من المال كفدية لولدك في منزلنا وأخبروه بعنوان هذا المنزل وأن يحضر المال ويأتي ولا يبلغ هؤلاء الأشرار ولكنه لا يعرف عنهم شيئاً.
طلبا من أسامة بأن يسلمهما المال ليسلموه سعد، ولكن خطرت له فكرة وقدم لهما اتفاقية ومعاهدة بأن يتقاتل معهما جميعاً، وإن غلباه يدفع لهما ضعف ما طلبا وإن غلبهما يطلقان سراح ابنه ولا يدفع لهما شيئاً. ووافق الأشرار باستهتار وهما يعتقدان بأن أسامة رجل ضعيف وأنهما قادران على القضاء عليه والحصول على ضعف المال وكانا سعيدان بطلب أسامة. ولكن أسامة يعلم بأنه قادر على هزيمتهما والقضاء عليهما.
بدآ بالهجوم على أسامة وتفاجآ بقوته حيث انقض عليهما كالأسد وأوسعهما ضربا حتى أغمي عليهما. ثم فتح باب القبو لينقذ سعد ويفك رباطه ويخرجه من منزل الأشرار ويعود به إلى المنزل، ولكنه وبعد دخوله للقبو أغلق الباب وراءه ووقع في مأزق. وبعد فك رباط سعد أصبح يفكر ماذا سيفعل ليخرج ابنه من هذا القبو.
عاد سعد مع والده أسامة وهو فخور بوالده الشجاع الذي خلصه من قبضة هؤلاء الأشرار ووعد والده بألا يخرج مرة أخرى من المنزل إلا برفقة والديه.