يعرض الدكتور عبدالله سليم الرشيد عبر كتابه «الطب والأدب علائق التاريخ والفن» العلاقة بين الطب والأدب من الناحية التاريخية ذاكراً الاسماء التي ساهمت في الطب وشاركت في الأدب شعراً ونثراً مبرزاً بعض الإشارات الطبية التي وردت في الشعر.
وكذلك عرض لأثر الطب في الأدب من ثلاث جهات:
الأولى من حيث تأثيره في لغة الفن، ومن حيث انطباع موضوع الأديب الطبيب ولغته به.
والثانية استعراض لبعض ما قيل في الأطباء من وصف ذي خصوصية في معانيه بخاصة.
والثالثة عرض لما قيل في وصف المرض والمرضى.
ويقول المؤلف: يعد الحارث بن كلدة الثقفي أشهر أديب عربي عُرف بالطب، حتى وصف بأنه طبيب العرب المشهور، روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن يأتيه فيستوصفه في مرض نزل به، وهو معدود أيضا من حكماء العرب ومن كلامه الذي يدل على معرفته الطبية وقدرته الفنية قوله لامرأته: دخلت عليك في السحر وأنت تتخللين فإن كنت بادرت الغداء فأنت شرهة وإن كنت بت والطعام بين أسنانك فأنت قذرة.
وسئل: ما الطب؟ فقال: الأزم.. قيل: ما الأزم؟
قال: الجوع يريد الحمية.. وله كلام في الحكمة ومحاورة مع كسرى، وشعر لا يصل إلى مستوى براعته في الطب.