الجنادرية - عوض مانع القحطاني - محمد السنيد - سعود الهذلي / تصوير - سليمان الغوينم
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مساء أمس الحفل الخطابي والفني للمهرجان الوطني السنوي التاسع والعشرين للتراث والثقافة المقام بالقاعة المغلقة بالجنادرية. وبدئ الحفل الخطابي بكلمة الحرس الوطني ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان رحب فيها بسمو ولي العهد راعيا لحفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) في دورته التاسعة والعشرين نيابة عن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وضيوف المهرجان.
وقال سموه: «أهلا بك في مساء من مساءات الوطن حيث الأمس واليوم وإشراقات الغد.. هنا حيث تتلاقى الأجيال وتتسامى الأفكار بهذا الجمع الكريم من المثقفين والمفكرين والأدباء الذين نرحب بهم أجمل ترحيب في بلدهم وبين إخوانهم وأصدقائهم، وعلى صعيد هذا الهرجان الذي تلتقي فيه رحابه أصالة الماضي العريق بكل مخزونه التراثي والتاريخي بحاضر زاهر مشرق بكل معطياته ومستجداته».
وأضاف «إنها الجنادرية في حديثها السنوي عن إنسان جزيرة العرب ابن الصحراء الذي اكتسب منها شموخ جبالها وصلابة أرضها.. هذا الانسان العربي، الذي حمل رسالة الإسلام الخالدة إلى أصقاع الدنيا، ناشراً قيمه ومثله العليا.. رسول محبة وداعية سلام، وإنسان إبداع ونماء». ووصف سموه في كلمته الجنادرية برمز الوطن.. ووفاء الأجيال.. وذكرى لمسيرة طويلة من البناء والعمل ووقفة مع النفس للعبر والدروس وصعيد جاد للحوار الهادف، وعدّها مناسبة للفرح بالوطن، بكل مكوناته الجميلة.. وبكل ما تختزنه ذاكرته من إبداعات أبنائه الفنية والتراثية والفكرية.
وعن النشاط الثقافي الذي دأب المهرجان منذ انطلاقه على إقامته قال سمو وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان: «ها هم نخبة من مفكري الأمة، ومفكري العالم، مع مفكري المملكة يطرحون في مهرجان هذا العام العديد من الموضوعات التي تحاكي المتغيرات والمستجدات على مستوى العالم أجمع.. في نقاش جاد وموضوعي وصريح يجسد هوية الجنادرية ومنهجها الذي دعت إليه منذ سنواتها الأولى».
وقدم سموه دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف المهرجان قائلا: «سيدي ولي العهد الأمين.. في هذا العام تحل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ضيفاً على المهرجان في إطار النهج الذي يتبناه المهرجان في كل عام للتعرف على تراث وثقافات الدول الشقيقة والصديقة، ولا شك أن هذه المشاركة هي محل تقديرنا واعتزازنا، وستسهم في تعزيز ما يربط المملكة والإمارات من قواسم مشتركة، وتعاون بناء في شتى المجالات.. فنحن شعب واحد ننهل من ثقافة مشتركة وأهداف متطابقة وقيادات متضامنة وهم قبل هذا وذاك أهل كرم وأصحاب بيت أعزاء.
وأشاد سموه بما يظهره الشعب السعودي من أصالة في معدنه، في ظل ما يشهده العالم أجمع من اضطراب بمتغيرات متسارعة، وما يصاحبها من تحولات في المشهد الاجتماعي والسياسي والفكري. وقال « دائماً ما يكشف هذا الشعب عن ثباته وقوة إرادته ويبرهن على تلاحمه ووحدة صفه وعمق وعيه وصلابة نسيجه وأنه شعب وفيٌّ أصيل يدرك أنه لن يكون بإذن الله عرضة للمساومة والمزايدات وأنه ليس بيئة خصبة لأصحاب الأجندات والشعارات التي تستهدف أمنه واستقراره».
وأضاف: « إننا شعب محبة وسلام لكننا لن نتسامح في ما يمس ديننا وكرامتنا وأرضنا ؛ فالمملكة وكما عرفها الجميع وكما رسمت لها قيادتها الرشيدة منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - لا تريد إلا السلام والأمن والرخاء للجميع وتنطلق في علاقتها على الصعيد الإقليمي والعالمي من مبدأ الاحترام المتبادل مع جميع الدول والشعوب بعيداً عن التصنيفات الطائفية أو السياسية أو الفكرية.
واختتم سموه كلمته بقوله: «إن أبناءكم في الحرس الوطني وهم يتشرفون بتنيظم هذا المهرجان الذي أطلقه وتبناه ورعاه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، ليسعدون برعايتكم الأبوية لهذه الدورة من خلال المهرجان، داعين الله عز وجل ن تتوج جهودكم بالنجاح وأن يكونوا على مستوى هذه المناسبة الوطنية الكبيرة..وعلى طريق الخير نلتقي دائماً وأبداً».
بعد ذلك ألقى الأستاذ الأديب سعد بن عبدالرحمن البواردي كلمة عبر في مستهلها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين وسمو لي العهد وسمو النائب الثاني لتكريمهم له في هذا المساء، وقال:» أجهدني صمتي وأجهشني صوتي وأنا أقرأ في نهاية عمري عنوان نافذة التسعين، أكاد أطرقها، فتحت لي زاهية الألوان ما أجمل أن أدخلها بوثيقة إنسان، خاصمت العجز عن الشكر، وعن صمت البوح المثقل ووسط لساني نبض إنسان، هذا صوتي يهزم صمتي، شكرا شكرا شكراً وبالعرفان كلماتي هي ذاتي وحياتي أكتبها بضمير حي وبنان، أطرحها حباً وبلا كتمان، يا قلبي، يا ألمي، ويا أملي، ذا أنت تشدوا تكريمك جاء مسك ختام».
ثم ألقى معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبو ظبى للسياحة والثقافة كلمة قال فيها: «يشرفني أن أنقل عبر هذا الجمع الثقافي المتميز تحيات وتمنيات سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وأن أعبر عن خالص الشكر والامتنان لاختيار دولة الإمارات لتكون ضيف شرف الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان الجنادرية. إننا ونحن نثمن المبادرة الكريمة التى تعبر عن عمق العلاقات الأخوية القائمة بين بلدينا الشقيقين لنعدُّ هذا التكريم وساماً نفخر به، ومسؤولية نعتز بها نظراً للمكانة البارزة التى يحتلها مهرجان الجنادرية في خارطة الثقافة العربية والإسلامية وللدور الكبير الذى أداه عبر دوراته المتعاقبة في إعلاء وتأصيل التراث الإسلامي والعربي ومد الجسور بينه وبين التراث الإنساني بكل أبعاده الحضارية والفكرية».
وأضاف معاليه «لقد استطاع مهرجان الجنادرية منذ انطلاقه للمحافظة على مكانته المتميزة بين المهرجانات الثقافية العالمية ونجح في أن يعكس عبر فعالياته المتعددة ما يتمتع به تراثنا من أصالة وتنوع، فكان خير سفير لهذا التراث وأصفى مراءة لما تعكسه الثقافة العربية الاسلامية من ثراء في الموروث وامكانيات التجدد لتجمع في المحصلة بين الأصالة بكل قيمها والمعاصرة بكل تحدياتها.
وعبر الشيخ سلطان آل نهيان عن أمله بأن يكون إسهام دولة الامارات بهذا المهرجان متناسباً مع المكانة والأهمية التى تتبوأها من خلال جناح دولة الإمارات بحيث يعكس جوانب من الموروث الشعبي للإمارات وإنجازاتها في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية والحضارية.
بعد ذلك ألقى الشاعر الدكتور عبدالله بن ثاني عميد الموهبة والإبداع والتميز في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قصيدة شعرية باللغة العربية الفصحى، ثم ألقى الشاعر عبدالله بن عبيان اليامي قصيدة شعرية.
ثم شاهد سمو ولي العهد والحضور أوبريت الجنادية 29، بعنوان (كوكب الأرض)، من كلمات الشاعر عبدالله أبو راس، وألحان ناصر الصالح، وأداء الفنانين محمد عبده، وعبدالمجيد عبدالله، وراشد الماجد، وماجد المهندس، الذي تكون من 12 لوحة غنائية استعراضية، بمشاركة فرق شعبية من مختلف مناطق المملكة. وقد شارك سمو ولي العهد في أداء العرضة السعودية.
ثم تفضل سموه بتقليد الأديب سعد البواردي والأديب عبدالله شباط وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى. كما تشرف بالسلام على سمو ولي العهد الفنانون وفريق العمل المشاركون في عمل الأوبريت، بعد ذلك غادر سمو ولي العهد مقر الحفل مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.
حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عبد الإله بن عبدالعزيز آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وأصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسئولين من مدنيين وعسكرين وضيوف المهرجان وجمع من المواطنين.