أكَّد ملتقى الجبيل الدولي لتخطيط المدن أمس أن النمو السكاني يشكل ضغطًا كبيرًا على المدن والمراكز العمرانية ويتطلب المزيد من المساحات الحضرية والحاجة إلى شبكات ضخمة من البنية التحتية على اعتبار أن المراكز الحضرية تمثِّل 83 في المئة من السكان وافتتح الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل الصناعيَّة الدكتور مصلح العتيبي أمس نيابة عن سمو رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود الملتقى تحت شعار (التحدِّيات المستقبلية لتخطيط المدن) والمعرض المصاحب له بحضور ومشاركة أكثر من (300) شخصيَّة من خبراء ومهتمين في تخطيط المدن محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا.
وأكَّد المشرف على الملتقى المهندس أحمد مطير البلوي أن الملتقى يأتي في ظلِّ تحدِّيات حقيقية تواجهها مدن العالم أجمع، فمعدل التحضر في ازدياد مستمر، وأضاف: تشير الدراسات إلى أنَّه في عام 1940م، لم يمثِّل سكان المراكز الحضرية أكثر من 15 في المئة بعدد مراكز حضرية لا يتجاوز 10 مراكز أكبرها حجمًا مدينة مكة المكرمة، في حين أنّه في عام 1970م بلغت نسبة سكان التجمعات الحضرية 49 في المئة بعدد مراكز حضرية 93 مركزًا إلى أن وصلت عام 2000م إلى 80 في المئة وحسب التعداد الأخير عام 2010 فإنَّ عدد المراكز الحضرية 245 مركزًا بنسبة 83 في المئة من السكان.
وأشار البلوي إلى أن هذه الأرقام تبرز لنا بوضوح التَّحدِّي الذي تواجهه المدن اليوم ومستقبلاً، فالنمو السكاني والتحوّل الحضري الذي تَمَّ استعراضه يشكل ضغطًا كبيرًا على المدن والمراكز العمرانية ويتطلب المزيد من المساحات الحضرية والحاجة إلى شبكات ضخمة من البنية التحتية مقرونة بخدمات كافية تتوزع بتوازن واعتدال ويعني أيْضًا الحاجة إلى خلق وظائف حضرية وسوق عمل يستوعب راغبي العمل، والتحدي الأكبر إيجاد إدارة حضرية تدير هذه المدن بكفاءة وذكاء ومرونة». ونوّه البلوي إلى أن الملتقى يسعى لطرح نخبة من التجارب والدروس المستفادة وسيتم التركيز على التحدِّيات وطرق معالجتها من دول مختلفة، مضيفًا أنّه سيطرح على مدى يومين 27 ورقة عمل خلال 5 محاور تلامس قضايا تخطيط المدن وهي التنمية الشاملة وإدارة نمو المدن وتخطيط النقل والمواصلات والاقتصاد الحضري والتنمية والتصميم الحضري وصولاً إلى مساعدة المخططين وأصحاب القرار على تحقيق تنمية مدنية تواجه الصعاب والتحدِّيات.