أعلن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، أنه قرر ترشيح المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت للانتخابات الرئاسية القادمة قبل أن يتم تحديد موعدها النهائي.
وهو قرار أحجمت الطبقة السياسية على التعليق عليه بالنظر إلى الأداء الضعيف جداً للرئيس المرزوقي منذ توليه السلطة بل وأكثر من ذلك، فإن المتتبعين للشأن المحلي يستغربون إعادة حزب المؤتمر ترشيح المرزوقي وهو «الذي ارتكب أخطاء جسيمة طيلة تربعه على كرسي الرئاسة بقرطاج، حيث ما من مرة تكلم إلا وخلف حادثة ديبلوماسية أو مشكلاً سياسياً مع إحدى الدول الصديقة أو الشقيقة».
ويرى الشارع التونسي أن حظوظ الرئيس المرزوقي في نيل ثقة الناخبين قريبة من الضعيفة، لاعتبارات عدة أولها أنه لم يقدم شيئاً للشعب التونسي الذي ظل ينتظر منه الكثير بدون جدوى. ويعتقد أغلب التونسيين أن المرزوقي أساء لعلاقات تونس الخارجية وعرقل مسيرة البلاد على مستولى جذب الاستثمارات العربية والغربية بسبب تصريحاته النارية التي لا تقيم وزناً لمصلحة تونس في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة. ولعل آخر دليل على قلة درايته بشؤون البلاد ومصلحة شعبها ما حدث خلال الاحتفال الفرعوني بصدور الدستور الجديد، حيث اتسم الحفل بالعشوائية وسوء التنظيم علاوة على المصاريف الطائلة التي انجرت عنه والتي لا تقدر ميزانية الدولة على تحملها في وقت يعاني فيه اقتصاد البلاد من تدهور خطير.
من جهة أخرى توفي عون أمن ليلة أمس الأول بمحافظة سيدي بوزيد الجنوبية مهد الثورة التونسية، إثر إصابته بطلق ناري من سلاح أحد عناصر مجموعة مسلحة من مهربي المخدرات الذين اقتحموا مقر الأمن بإحدى المدن الصغيرة التابعة للمحافظة بغية تحرير أحد «زملائهم» المحجوز بالمركز.
وقالت أنباء متضاربة إن أحد الشباب الذين شاركوا في عملية الاقتحام توفي كذلك، إلا أنه لم يقع تأكيد الخبر إلى الآن. وكانت مدينة جلمة الجنوبية قد عاشت ليلة رعب بأتم معنى الكلمة كان فيها الفصل للسلاح من جهة المهربين وقوات الأمن التي ردت الفعل لطرد المعتدين على مقرها وعلى عناصرها الذين طلبوا تعزيزات أمنية وصلت بعد سقوط أمني تحت وابل من رصاص أحد المسلحين. وكان مصدر أمني بين أن مواجهات قد دارت ليلة أول أمس بمنطقة جلمة بين قوات الأمن ومجموعة من الشبان الذين حاولوا اقتحام مركز الأمن من أجل تهريب تاجر مخدرات كان قد تم الإطاحة به عشية الاثنين.
وأفاد ذات المصدر أن الأبحاث الأولية تؤكد مقتل عون أمن بواسطة بندقية صيد كان أحد الشبان يحملها خلال محاولة اقتحام مركز الأمن، مؤكدا أنه تم حرق مركز الحرس الوطني بمعتمدية جلمة إضافة إلى القباضة المالية بالجهة. في غضون ذلك توفي شاب في المواجهات بسبب تلقيه ضربة مباشرة بقنبلة غاز مسيل للدموع على مستوى الصدر بحسب ما أكده والده لإحدى الإذاعات التونسية الخاصة.