الجزيرة - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
كشف معالي رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية د.محمد بن إبراهيم السويل بأن موضوع تصنيع الطائرات في المدينة قد بدأ، حيث تقوم المدينة بتصنيع طائرات من دون طيار وأن المدينة تتباحث حاليًّا مع أرامكو وعدد من الجهات المحتاجة لمثل هذه الطائرات ليتم تزويدها بالعدد المطلوب.
وقال: إن شركة أرامكو السعوديَّة تعمل حاليًّا على هذه الطائرات في مجال مراقبة منشآتها ومنتوجاتها.
وأوضح في تصريح لـ(الجزيرة) أن التقنية التي استخدمت في هذه الطائرات عالية جدًا ومشابهة للطائرات التي لدى الدول المتقدمة.. وأن المدينة قادرة على تصميم وتصنيع وإنتاج مثل هذا النوع من الطائرات وبالأعداد التي تحتاجها كل جهة.
جاء ذلك خلال توقيع المدينة مع إحدى الشركات بناء مركز المعرفة بالمدينة.
وقال د.السويل: إن المشروع يُعدُّ أهم مشروعات المخطط العام للمدينة، الذي يشتمل على معاهد أبحاث ومراكز لدعم البحث العلمي، مما سيوفر بيئة مثالية للمختصين والباحثين تتماشى مع روح العصر الجديد.
وأفاد معاليه أن مبنى مركز المعرفة سيشكل نموذجًا معماريًا لمباني دعم البحث العلمي بتصميمه الفريد المؤلّف من 18 طابقًا بمساحة إجماليَّة تقدّر بـ47.000 متر مربع، تدعم ما يزيد عن 1.750 موظف ضمن مجمع المعرفة، مشيرًا إلى أن تصميم المبنى رُوعي فيه استخدام أحدث التقنيات الصديقة للبيئة في مجال الطاقة وتطبيقات المباني الذكية.
وأكَّد الدكتور السويل أن المبنى يتيح بتصميمه المبتكر بيئة عمل مكتبية مريحة ضمن مخطط تنظيمي عالي الأداء يعزِّز التواصل وتبادل المعرفة، مشيرًا إلى أن المبنى يتألف من طابقين للخدمات ومواقف للسيَّارات تحت الأرض، ومدخل رئيس للعموم، وأربعة طوابق من المكاتب للإعلام والعلاقات العامَّة والتواصل مع عموم الزوار وضيوف البحث العلمي، يضاف إليها ثلاث مجموعات من أربعة طوابق متكرِّرة بفناءات داخليَّة تحتضن مختلف الوحدات الإدارية بالمدينة.
من جانبه أوضح سعادة نائب رئيس المدينة لدعم البحث العلمي الدكتور عبد العزيز السويلم، أن المدينة انتهت من تنفيذ الدراسة التصويرية لتصميم المخطط العام للمجمع الرئيس، كما بدأت في تنفيذ المرحلة الثانية للمشروع التي تشمل التصاميم الهندسية عددًا من المباني بالإضافة إلى البنية التحتية بالتعاقد مع أحد بيوت الخبرة في هذا المجال.
وأفاد الدكتور السويلم أن أعمال الإنشاءات لبرج مركز المعرفة بدأت مطلع هذا العام 2014م ومن المتوقع اكتماله مع منتصف عام 2016م إن شاء الله.
وأوضح المهندس سعدون السعدون رئيس شركة إيه بي في روك جروب أن أعمال الإنشاءات قد انطلقت منذ أكثر من شهر، ومنذ ذلك الحين لم تجد الشركة أيّ صعوبات في الالتزام بالجدول الزمني المخطط له، الذي ينتهي خلال 30 شهرًا من الآن.
وأضاف السعدون أننا فخورون بشركة إيه بي في روك جروب للعمل مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية على إنشاء مركز المعرفة الذي يُتوقَّع أن يكون أحد معالم الرياض العلميَّة في السنوات القادمة.
المؤتمر الصحفي
عقب ذلك أجاب معاليه على أسئلة الصحفيين بحضور عدد من القيادات في المدينة وفي لـ(الجزيرة) عن ظهور مثل هذه المشروعات التي توقعها المدينة مع عدد من الشركات العالميَّة في مجال التصنيع والتطوير والبحث العلمي أجاب د. السويل أن هناك العديد من المشروعات التي انطلقت بجهود من المدينة، فمثلاً مشروع التحلية بالطاقة الشمسية وهذا المشروع تَمَّ تطويره بالتعاون مع مدينة الملك عبد الله للطاقة ومع شركة متخصصة في هذا المجال.. وعملت المدينة على تطوير مثل هذا المشروع وأصبح لدى المدينة ما يقارب من 57 براءة اختراع في مجال الطاقة الشمسية والمرشحات والفلاتر والآن هناك محطة لتحلية المياه في الخفجي تنتج 30 ألف متر مكعب يوميًا. وسوف ننتهي قريبًا من هذا المشروع ويشرب الناس من مياه منتجة بالطاقة الشمسية.
وأوضح السويل أن هناك مشروع إنتاج الأقمار الصناعيَّة، هذه الأقمار التي تصنع وتصدر من المملكة تَمَّ إنتاج 13 قمرًا صناعيًّا وقد طلبت (ناسا) مجموعة من هذه الأقمار الصَّغيرة.
وفي مجال الجينات أكَّد السويل أن هناك جهودًا للمدينة في مجال أبحاث النخيل والجمال ومع المستشفى التخصصي، بالإضافة إلى الجينات البشرية مع بعض الأطباء السعوديين عن بعض الأمراض التي لا توجد إلا في السعوديَّة، بالإضافة إلى تطوير مجالات الكمبيوتر من خلال باحثين ومخترعين أثبتوا قدراتهم العلميَّة وأصبحت المدينة تحتل مكانة مرموقة بين دول العالم في هذا المجال.
وحول تصنيع قطع الغيار العسكري أوضح د. السويل أن المدينة تركز على البحث والتطوير وليس التصنيع.. التصنيع له أهله.
وهناك مشروعات تطويرية مع وزارة الدفاع نحن عندما نعمل على منتج نقدمه للسوق بعد اكتماله ونتوقف عند هذا الحدّ وهناك من يكمل هذا المشروع وهو القطاع الخاص وحماية المصانع ليس من مسؤولية المدينة، المدينة مسؤولة عن حماية الحقوق الفكرية.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) عن استقطاب ودعم الأفكار والاختراعات التي يقدمها الشباب قال د. السويل: المدينة تهتم بهذا الجانب وتوجه المدينة هو دعم الموهوبين والمخترعين وأخذ الأفكار الجيدة من خلال مركز الحاضنات الموجود في المدينة وهناك العديد من الأفكار تقدم للمدينة.. ونختار الأفضل وأي فكرة جيدة هي مكسب للوطن.
وكشف السويل أن هناك مشروعات تقدم بها عدد من الموهوبين والمخترعين إلى برنامج (بادر) بالمدينة.. وقد نجحت نجاحًا باهرًا منها اختراع إحدى الشابات السعوديات تطوير مكائن تصنيع القهوة وتَمَّ دعمها وحققت أرباحًا خيالية وباعت منها ما يقارب من 2000 جهاز ومطلوب منها آلاف أخرى.
وبيَّن أن هناك طبيبًا سعوديًّا يعمل في جامعة الملك سعود تقدم ببحث للمدينة يكشف فيه أن (قشور الربيان) يوجد فيها مواد طبية تعالج مرضى السكر وأن هناك مشروعًا مع شركة كبيرة تعمل في مجال إنتاج الربيان جنوب المملكة يطلب منها قشور الربيان لعلاج السكر.
وناشد السويل في ختام تصريحه وسائل الإعلام الاهتمام بالعلوم والأبحاث والاختراعات مثل ما تهتم بالرياضة والكرة، فهذه أهم شيء أن ننقل لشباب الوطن أهمية هذه العلوم، لأن ذلك يفيد هذا الجيل.
وأوضح السويل أن مشروع مركز المعرفة الجديد سوف يستوعب ما يقارب 1700 باحث وباحثة وأن المدينة طاقتها الاستيعابية ما يقارب عشرة آلاف من المختصين والمختصات.
من جانبه قال د. عبد العزيز السويلم نائب رئيس المدينة للبحث العلمي: إن هناك خطوات مهمة جدًا سوف تتبع هذا المشروع من خلال بناء الصروح العلميَّة والبحثية التي ستخدم الوطن وأبناء الوطن.
وكشف السويلم أن تكلفة المشروع بلغت 500 مليون ريال وهذا المشروع هو نواة للتواصل مع المجتمع.. للاستفادة من خدمات هذا المركز الذي سوف يعنى بالبحث العلمي المتطوّر وسيكون هذا المشروع له أثرٌ كبيرٌ على نقل المعرفة في المملكة العربيَّة السعوديَّة.