استأنف مؤتمر «جنيف2» أعماله في قصر الأمم المتحدة بجنيف. وكالعادة، عقد الأخضر الإبراهيمي جلستَيْن منفصلتَيْن مع وفد الائتلاف الوطني السوري ووفد النظام السوري، ثم طالب الإبراهيمي الوفدَين بعقد اجتماعات مباشرة متواصلة لثلاثة أيام لإنجاز المواضيع المدرجة على جدول الأعمال، التي من أهمها إنشاء هيئة حكم تدير الأوضاع في سوريا.
قبل بدء جلسات المؤتمر تكشفت معلومات مهمة، تداولتها وكالات الأنباء ووسائط الاتصال الإلكتروني في سوريا وخارجها، خاصة في العواصم الدولية والعربية المؤثرة، تؤكد وجود صلة مباشرة بين نظام بشار الأسد وتنظيم «داعش» دولة العراق والشام الإسلامية. وقد نشرت المعارضة السورية «الائتلاف الوطني السوري» العديد من الوثائق التي تؤكد «الشراكة والانصهار بين نظام بشار وتنظيم داعش».
وكشفت الوثائق أن التنظيم الإرهابي هو أصلاً من صنع النظام، الذي وضع أسسه، وأطلقه منذ أعوام للعمل في العراق، وأنه أعاد تنشيطه قبل عام من خلال استثمار العلاقة والشراكة الوطيدة بين مخابرات نظام دمشق وقادة تنظيم داعش. وقد ساعد في تفعيل هذه الشراكة العلاقة مع التنظيم الأم «القاعدة» عبر قادته المقيمين في طهران. وقد قام قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني بالتنسيق لتفعيل الشراكة بين النظام والتنظيم من أجل إيجاد فصيل إرهابي، يستدرج مقاتلين من طيف طائفي معين؛ ما يتيح للنظام الادعاء بوجود حرب طائفية، ويستدرج في الوقت نفسه المقاتلين المتحمسين من ذلك الطيف لمواجهة الأعمال الإرهابية والإجرامية التي تقوم بها قوات نظام دمشق والفصائل الإرهابية المتحالفة معه كميليشيات حسن نصر الله والمليشيات الطائفية العراقية المسماة بـ»أبوالفضل العباس». والهدف هو خلق بؤرة حرب طائفية بين أهل السنة المتحمسين والمليشيات الشيعية الموجَّهة. وقد نجح النظام بمساعدة نظام ملالي إيران عبر فيلق القدس في تطوير وتقوية تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية - داعش» من خلال مده بالسلاح والأموال والتسهيلات المقدمة بإخراج أنصاره ومقاتليه من سجون سوريا والعراق؛ ليصبح «جيش داعش» قوة عسكرية موازية للجيش السوري الحر، ويجذب العديد من المقاتلين المتطرفين الذين تم خداعهم عبر ادعاءات قادة داعش ودعاة القاعدة والمتطرفين ممن خدعوا آلاف الشباب المسلم.
كل هذه الحقائق التي تضمنتها وثائق المعارضة السورية لا بد أن تزيح الغشاوة عن عيون الكثير من القوى الدولية، وتفشل المحاولات التي يقوم بها نظام دمشق الإرهابي وحلفاؤه بزعمه مواجهة الإرهاب الطائفي في سوريا، بعد أن ثبت بالوثائق والأدلة أن بشار الأسد ونظامه هم مَن جلب الإرهاب إلى سوريا، وأنه يوظفه لاستمرار بقائه، وأن دمشق وطهران هما من يعملان على ديمومة نشاط تنظيم القاعدة الإرهابي الذي يقيم قادة مموليه في طهران مثلما أوضحت وثائق وزارة الخزانة الأمريكية التي تتبعت أموال الدعم التي تُقدَّم للقاعدة، فوجدت أن مصادرها طهران، وبالتحديد مدينة مشهد، حيث تكونت شبكة تنظيم مالي يقودها أوزبكي، يحظى بدعم ومساندة نظام ملالي إيران. ويقوم هذا الأوزبكي، الذي يعدّ أحد القادة، بإرسال الأموال إلى «النصرة» و»داعش» لتأجيج الأعمال الإرهابية في سوريا، فيما يرسل نظام الملالي الميليشيات الطائفية من جماعة حسن نصر الله وأبوالفضل العباس إلى سوريا، وكلا الفريقين يخدم استراتيجية نظام بشار الأسد بتوسيع المواجهات الإرهابية، وتحويل سوريا إلى ميدان للإرهاب.