هل يكتب الصحفيون عناوين رئيسيّة تُعلن إنجازاتك السابقة، أم أن مقالاتهم ستكتفي بإدراجك ضمن قائمة الشركات البائدة؟ هل يشعر موظفوك بالمفاجأة، أم أنهم كانوا يعرفون أن النهاية محتمة؟ هل ينعى العملاء شركتك أم أن فناءها سيمرُّ مرور الكرام؟
في العالم آلاف الشركات التي تنشأ وتزول كل عام، وهي في معظمها تزول من دون أن تترك أي أثر تقريباً. حتّى أن مؤسسات كبرى كثيرة تذهب طي النسيان ببساطة كبيرة، كالشركات العاملة في قطاع الطيران. من يذكر شركة «تي دبليو إيه»؟
وبالتالي، ما السبيل لتطوير علامة تجاريّة يفتقدها الآخرون عند زوالها؟
قم باستخراج القيمة الجوهريّة لعلامتك التجارية، ثمّ صمّم شركتك بطريقة تخوّلك العمل بلا كلل، بالاستناد إلى تلك القيمة الجوهريّة؛ إذ إنّ التعبير عن مواقفك بوضوح في كلّ ما تفعله سيخوّلك ترك انطباع يتعذّر محوه في قلوب الناس وعقولهم.
تكثر الطرق التي توصل شركة إلى رؤية واضحة إلى هذا الحد. وتتمثّل إحداها في تمرين غالباً ما أستعمله مع عملائي، يقضي بكتابة «نعي علامة تجارية».
وفي سياق التمرين، قد ينفع التفكير في علامة تجارية على أنها شخص. وفي هذا السياق، أطلب من عملائي التفكير في علامتهم التجارية بكليتها، وبكل ما تشتمل عليه من معانٍ، وأن يذكروها في أفضل أيامها، عندما كانت تسجّل أداء متميّزاً.
تصوَّر أنك مراسل في صحيفة محلية، اضطرّ إلى صياغة نعي لهذا الشخص، المتمثل بعلامتك التجارية. للنجاح في ذلك، إليك بعض الأسئلة التي ينبغي عليك طرحها:
* ما أكبر إنجاز خلال حياة علامتك التجارية؟
* ما الذي خلّفته العلامة التجارية؟
* ما الذي لم تتمكن من إنجازه؟
* من سيفتقدها؟ ولماذا؟
* ما الدروس التي يمكن تعلُّمها من حياة العلامة التجارية؟
* الآن، وبعد أن زالت العلامة التجارية، ما الذي سيحلّ مكانها؟
بعد انتهائك من صياغة المقال، اكتب عنواناً يُظهر الفكرة الجوهريّة في ورقة النعي، مع الإشارة إلى أنّ العنوان بدوره غالباً ما يرصد جوهر علامتك التجارية.
واللافت أن التفكير الإيجابي فيه قوّة، وتصوُّر النجاح هو من التمارين الشائعة في أوساط الرياضيين والمسؤولين التنفيذيين على حد سواء، إلاّ أنّ اعتماد المقاربة المتعارضة مع ذلك تماماً قد يكون على القدر ذاته من الأهمية؛ إذ إنّ تصوُّر مستقبل تغيب فيه علامتك التجارية يخوِّلك رسم معالم مستقبل تزدهر فيه هذه الأخيرة، وتترك انطباعاً عميقاً ومطوّلاً لدى العملاء.