منذ أن غادر شيخ الرياضيين ومؤسس الهلال وصانع مجده وحكيمه الوقور وأغمضت عيناه عن الحياة.. منذ أن غادر الحياة وابنه الذي عاش في كنفه حتى مات وهو يعاني الأمرين ويئن ويصرخ ويتوجع, والجميع من حوله ينظرون له بحزن وأسى لا حول ولا قوة لهم, حيث أصبح الجميع ينظرون في حاله وأظنهم يائسون منه ولكنهم لا يستطيعون أن يغيروا شيئاً لأنهم أصبحوا عاجزين عن مساءلة من استولى على كل شيء وأصبح كل شيء في يده, ولم يبق للهلال شيء يذكر, حتى هيبته التي تعب عليها رجاله المخلصون ضاعت وسقطت على يد من لا يهمهم الكيان الذي بني على أسس أظنها ستهدم إن بقي الحال على ما هو عليه!
لقد تعبنا وسئمنا من كثرة الترديد وأصبح ينطبق علينا قول الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي
فزعيم آسيا منذ ثلاثة مواسم ماضية وهو يعاني على كافة الأصعدة سواء الإدارية أو الفنية أو حتى على مستوى اللاعبين الذين انخفضت مستويات بعضهم بشكل مخيف ادخل الرعب في قلوب المحبين, وبعضهم أصبح وجوده مثل عدمه بل أصبح عالة على الفريق الأزرق ولكنه يُجامل على حساب الكيان!
إن ما يحصل للفريق الهلالي من عدم توازن واستمرار الإخفاقات تتحمله في المقام الأول إدارة النادي التي عبثت بكل مكونات النادي العريق, حيث انتصرت لنفسها بعيداً عن واقع الحال, وبقيت في مكان لم تقدم له أي شيء سوى أنها قدمت رأس سامي الجابر ككبش فداء, وبذلك ورطت سامي قبل أن تورط نفسها, والأدهى والأمر من ذلك أن الهلاليين تخلوا عن بعض مما كانوا يتصفون به, فالتحكيم أصبح شماعة مستديمة لأنصار النادي, وأصبح التشكيك علامة بارزة في كل ما يكتبونه! بل وأصبحوا يلعبون خارج الميدان أكثر من داخله, وهذه تعتبر سابقة لم نعهدها ممن يعدهم المحايدون أرقى الرياضيين وأنقاهم وأبعدهم عن التوتر والاحتقان, ولكن من الذي زرع فيهم هذه الخصلة التي كانوا لا يجيدون التعامل بها!؟
إننا إذ نجزم بأن هناك أخطاء تحكيمية فادحة وفاضحة وكارثية أثرت على مسيرة بعض الفرق ومن بينها الهلال إلا أننا نسأل أين هلال الزمن الجميل الذي كان يتغلب على التحكيم قبل أن يغلب خصمه؟
لقد انقلبت الآية وأصبح تبادل الأدوار بين الهلالي والنصراوي أمرا ملاحظا, وهذا ما يجب أن يتنبه له كبار الهلاليين قبل أن يقع الفأس في الرأس مثلما يقال, وقتها لن ينفع الندم!
أما على مستوى اللاعبين, فالسؤال الكبير, ما الذي يحدث في صفوف لاعبي فريق الهلال ولماذا تبدلت أحوال اللاعبين وتغيرت مستوياتهم!؟
أين نواف العابد الذي كان نجماً خارقاً وجد الإشادات من الجميع!؟ وماذا أصاب ياسر الشهراني الذي تراجع مستواه بشكل مخيف!؟ وماذا يصنع ياسر القحطاني في أرض الملعب!؟ وما الفائدة من وجود محمد الشلهوب!؟ وما هو دور يوسف السالم!؟ ولماذا التمسك بعبداللطيف الغنام الذي أصبح أسيراً لغرفة العلاج منذ سنوات عدة!؟ ولماذا تراجع أداء ومستوى سعود كريري!؟ وماذا عن سلمان الفرج الذي غاب طويلاً عن مستوياته!؟ وهل مستوى سالم الدوسري مرض للقائمين على فريق الهلال!؟ وما أسباب تدني مستوى عبدالعزيز الدوسري!؟
كل تلك التساؤلات لن نجد الإجابة عنها, فالقائمون على الفريق الهلالي يبدو أنهم راضون عما يقدمه اللاعبون والمدرب, وأصبحت طموحاتهم مقتصرة على (التجديد) مع أي لاعب ويعتبرون ذلك (إنجازا) كبيرا لا يضاهيه أي إنجاز! ويبدو أن أعضاء الشرف راضون عما تقدمه إدارة الهلال, وفي النهاية لن يعاني من الضغط والسكر إلا المحب الهلالي الذي يسافر من مدينة لمدينة ويتجرع الأمرار, وفي النهاية لا يجد من يقدره!
لقد كتبت الإدارة الهلالية نهايتها وأصرت على أن تكتب نهاية أسطورة الكرة الآسيوية معها, وبذلك لن يرحمها التاريخ الذي سيكتب يوما ما تفاصيل قصة مأساوية ارتكبتها إدارة الهلال برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد بحق كل الهلاليين!