منذ سنوات طويلة لم تهطل أمطار على المملكة مثل ما هطلت هذا العام 1435هـ ومنذ سنوات لم يأت (الوسمي) بهذه الطريقة، وهذا من فضل رب العالمين الذي أنعم به على البشر بأمطار الخير. وقد تابعت في الشهرين الماضيين تغطيات «الجزيرة» المصورة عن «الروضات» القريبة من مدينة الرياض وصور الأعشاب المغرية بالطلعات البرية وخاصة روضة «نورة» وروضة «الخفس» وروضة «التنهات» والثمامة وروضات تمير وجلاجل، وكل المناطق الشمالية القريبة من العاصمة، وقد عقدت العزم أنا وأسرتي لرحلة لتلك الروضات في إجازة المدارس الماضية أي قبل نحو ثلاثة أسابيع، وقد سرني مشهد الروضات والربيع، ولكن ما عكر صفو رحلتي، هو ما وجدته في منابت العشب والروضات البرية الجميلة من حرب بشرية على البيئة، بسبب البعض أو الغالبية من المتنزهين الذين حوّلوا وللأسف هذه الروضات الخلابة إلى ما هو أشبه بـ»منفى للقمامة» والمخلّفات!
لقد حز في نفسي أن أجد أرتالاً من مخلفات هؤلاء من مناديل الورق إلى أكياس النايلون إلى الأكواب الورقية إلى مواقد النار إلى أكياس «حفائض الأطفال» أكرمكم الله، تتوسد هذا العشب الأخضر بل تغطيه بروائح ومناظر كريهة جداً!.
لقد شعرت بالحزن والألم من هذه المناظر المقززة، فما ضر الناس أن يحملوا معهم أكياساًَ كبيرة من «الزبالة» لجمع مخلفاتهم وترك المكان نظيفاً ليستفيد منه متنزهون آخرون؟ ولماذا يحاربون البيئة بهذا الشكل، ولماذا يقضون على الأعشاب البرية التي أنعم الله بها عليهم بهذا الوجه القبيح .. نعم إنهم يشوهون وجه الربيع ويقضون على كل شيء في الصحراء بأفعالهم المشينة/ فأين الوعي وأين النظافة وهل «البر» أصبح منفى لنفاياتهم؟؟ .. إنني آمل أن يكون الناس أكثر وعياً وأتمنى أن تتم حملة مستمرة ودائمة لتوعية هؤلاء «العابثين» بجمال الطبيعة وعبق الصحراء، وآمل أن يكون هناك دوريات مراقبة وغرامات فورية على هؤلاء أو ما أستطيع أن أسميهم أعداء الصحراء وللأسف.