أتابع عبر صحيفة الجزيرة العقود الضخمة التي يوقعها صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، مع بعض الشركات العالمية والمحلية التي تولت مهمة النقل في العاصمة، والتي تتعلق بالقطارات والحافلات، وما أنا بصدد الحديث عنه اليوم هو (الحافلات) والتي سوف تتولاها شركات عصرية بحافلات حديثة مطورة ومكيفة وفي خطوط منظمة ومستقلة، وفي رحلات منتظمة بين أحياء الرياض، وأقول إن هذه الحافلات الجديدة ستلغي تماماً الحافلات القديمة أو بالأصح أتوبيسات «خط البلدة» التي استمرت في العمل في شوارع العاصمة أكثر من أربعة عقود، عانى منها من يتنقل بواسطتها أو حتى المارة وأصحاب السيارات من تهور سائقيها وسرعتها الجنونية في الشوارع وأصواتها المزعجة وتلوثها للبيئة، بالإضافة إلى اتساخ مقاعدها وعدم تكييفها أو إنارتها من الداخل في الليل، وبعض سائقيها يتنافسون على الراكب بتحدٍّ بينهم وشعارهم «من سبق لبق». هذا المشهد المألوف سيختفي من وجه عاصمتنا خلال الأشهر القادمة، حيث ستجد هذه الحافلات كساداً وعدم إقبال من الركاب والمحتاجين لخدمة التنقل بين الأحياء بسبب وجود الحافلات العصرية الحديثة والمكيفة، وأعتقد والعلم عند الله أنّ «حافلات خط البلدة» تعيش هذه الأيام أيامها الأخيرة وستختفي من شوارعنا بعد أن عانينا منها ومن سائقيها سنوات طويلة وآن الأوان لتوقفها والخروج من سوق الخدمة.