الأخطاء الطبية لها ضحاياها!! فكم شخص مات -رحمه الله- وآخر أصابته عاهة مستديمة من جراء تلك الأخطاء الطبية.. كان ضحيتها ناسا أبرياء.. حتى الأطفال لم يسلموا منها! الأطباء يقترفون تلك الأخطاء التي قضت على كثير ممن جاء لطلب العلاج؟ إذ يفاجأ بتشخيص خاطئ أو بعلاج لا يخصه، أو أن الطبيب نسي شيئا في بطن صاحبنا، أو أن التخدير الخاص بالعملية والعلاج أعطي للمريض لكنه بجرعة زائدة عن حاجته فأصابه ما أصابه.. أو حتى مات وانتقل إلى رحمة الله..!!
أما محاسبة ومعاقبة المخطئ فإن العقاب قد لا يصل إلى مستوى الخطأ الفادح! لكنه خطأ وأي خطأ، وقد يتم إسكات صاحب الحق أو ولي أمر المتوفى بمبلغ من المال لا يكاد يذكر أمام ما تسببت فيه تلك الأخطاء الطبية القاتلة، ولا حول ولا قوة الا بالله تعالى!! يتحدث الإعلام، وكذلك الناس حول هذه الأحوال المؤلمة، فكم قرأنا وسمعنا من قصص حول تلك الأخطاء الطبية المفجعة!! ففي بلاد الغرب إذا حدثت مثل تلك الحوادث والأخطاء المهلكة؛ سواء كانت صحية وطبية أو غيرها، فإن المسؤول الأول المباشر أو حتى الوزير المعني بتلك الجهة والحادثة الحاصلة عندهم يقدم استقالته أو يقال!! المهم أن يراقب الطبيب أو أي مسؤول آخر الله تعالى قبل أي شيء آخر، ويراقب الله قبل ان يتخوف من أن يحاسبه أي مسؤول مباشر عنه، أو رئيس تلك الدائرة الحكومية او الوزارة التي ينتمي إليها!!.. لأن مراقبة الله في العمل هي أساس نجاح أعمالنا ونجاحنا في حياتنا إذا صدقنا الإخلاص والأمانة..
إن الطبيب مؤتمن على صحة الناس وأرواحهم، فليراع هذه الأمانة الملقاة على كاهله، والتي عرضت على السماوات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقنا منها وحملها الإنسان، وأنه إذا تحققت تلك الأمور الهامة من مراقبة الله عزَّ وجلَّ ووجدت الأمانة بين الناس، فإن تلك الأخطاء سواء كانت طبية أو غيرها ستنتفى وتختفي بإذن الله عزَّ وجلَّ، ندعو الله سبحانه أن تزول تلك الأخطاء سواء كانت طبية أو غيرها من مجتمعنا المسلم الآمن بإذن الله جلت قدرته حتى تطمئن النفوس والقلوب, فالضعيف المتخاذل يجب أن ينتقل إلى صفوف الأقوياء الأوفياء قال تعالى وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ (105) سورة التوبة، لهذا يجب على كل عامل وموظف ومسؤول أن يتحلى بصفتي القوة والأمانة وسائر الصفات العملية والعلمية الأخرى المطلوبة والهامة.. لكن لم توجد الحلول المناسبة لها أضف إلى أنه لا توجد متابعة حازمة حتى لا تتكرر الأخطاء الفادحة وتتحول لعواقب وخيمة - لا قدَّر الله - بسبب اللامبالاة بالقوانين والأنظمة، بل إن مثل هذه الأنظمة يجب أن تطبق باستمرار حتى لا تحدث مخالفات وأخطاء أو تجاوزات نحن جميعا في غنى عنها..
جعلنا الله مخلصين للدين والوطن والمجتمع ومكتسباته وخيراته التي حبانا الله عزَّ وجلَّ، ونؤدي الأمانة كما يجب، وكما هو مطلوب منا.. وفقنا الله جميعا لما يُحبه ويرضاه... اللهم آمين.