هكذا أنت يا سمو الأمير خالد أينما تحل تكون الحدث الذي يشغل الناس كل الناس، وأينما تحل تخلق النجاح وحين تترك المكان تتعب من بعدك وتزيد من همه، أنا ممن خدم التربية والتعليم أكثر من خمسين عاماً فأصبحت دماً يجري في عروقي وأصبحت معشوقتي الأولى أحبها وأحب من يخدمها ولكوني أحبك يا سمو الأمير ويشهد الله رغم أنني لم ألتق بك في حياتي وجهاً لوجه ولكنني أحببتك لأمرين من خلال ما قدّمته وتقدّمه لهذا الوطن الذي أحبه كثيراً ولكونك ابن من أحبه الجميع ولن ينسوه أبداً، فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله، لهذا كله رغبت في الكتابة مساهماً مع من ساهم يتلمس الترتيب الأمثل لأولويات ملفات الانطلاق نحو التغيير الإيجابي للعمل بهذه الوزارة التي كلّفتم بحقيبتها والتي تحمّلت مسؤولية إعداد وتربية الجيل الذي هو أغلى ما تملك الأمة وهو محط آمالها وتطلعها لمستقبل مشرق، فهم براعم وأطفال وشباب اليوم ولكنهم رجال وأمهات الغد.
سمو الأمير: قلت لسمو الوزير السابق قبلك في لقاء معه في مكتبه وأنا بصحبة لجنة التعليم الأهلي بالغرفة التجارية بالرياض ومعنا رئيس وأعضاء مجلس إدارة الغرفة قلت له: (أستأذنك بالحديث بعد أن انتهت الكلمات الرسمية لكوني من أكبر الحاضرين سناً) وبعد أن أذن لي بالحديث قلت له: كان بودي أن أسمعك حديثاً مريحاً يجلب لك وللسامعين الراحة والسعادة ولكنني إن فعلت غششتك وظلمت نفسي، فالتعليم يا سمو الأمير أقولها بمرارة حاله لا يسر وإن كنت تريد له الإصلاح فعليك بأمور عدة ولكنني سأذكر فقط أولها وأهمها ألا وهو المعلم وأنا لن أستفيد من حديثي هذا فلست اليوم أحدهم، المعلم يشعر بالغبن والظلم والجور بعد أن عطّل كادره لفترة طويلة بعدم تعيين الخريج على المستوى الذي يستحق وهذا خطأ من الخدمة المدنية ووزارة المالية، فإن كنتم تريدون للتعليم أن ينهض فأعطوا المعلم حقه واجعلوا له مكانة يستحقها في المجتمع ثم ضعوا من الضوابط ما يكفل محاسبته على أدائه فيبقى من يخدم العملية التربوية والتعليمية ويخرج من ليس بأهل لهذه المهنة الشريفة فقال لي: (اتفق معك بأن المعلم هو أولى مهماتي وهو عندي أولاً وثانياً وثالثاً ولكنني فوجئت بعد فترة بخطأ قاتل من الوزارة وقد تحملت طوعاً وزر وزارتي الخدمة المدنية والمالية وتصدت لقضية تظلّم المعلمين لدى ديوان المظالم بأن كلّفت مدعياً عاماً يقاضي المعلمين الذين يعملون تحت مظلتها فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير وكان الأجدر بها أن تكلّف محامياً يدافع ويطالب بحقوق المعلمين والمعلمات من الجهات التي قصرت. واليوم يا سمو الأمير خالد أيها القائد المبدع ما زلت على قناعتي بأن المعلم هو أولى مهامكم في هذه الوزارة لكونه حجر الزاوية في العملية التربوية وعندما أقول المعلم فإنني أعني به الكادر التعليمي العامل في المدرسة من مدير ووكيل ومعلم ومرشد وقد زاد من قناعتي أن وافقني الرأي سعادة الدكتور أحمد التويجري في لقاء مطول معه في قناة فور شباب «برنامج حراك» وأحمد التويجري كما يعلم الكثير قامة تربوية معروفة وإن مما اقترحه في هذا المجال مجال المعلم وإعداده بعد تصحيح وضعه اقتطاع مبلغ كبير وكاف من مخصص تطوير الذي أمر به قائد نهضتنا الملك عبد الله - أمد الله في عمره على صحة وحسن خاتمة- وأن يعد برنامج تدريبي في الصيف لجميع مديري ومديرات ومعلمي ومعلمات الوزارة وأن يكونوا موزعين على سنوات كل تخصص على حدة ومدة شهر ويكون مكان التدريب في الطائف والباحة وعسير وأن يصرف لكل متدرب راتب شهر مكافأة فيجتمع معلمو ومديرو جميع المناطق والمحافظات في مكان واحد وهذا سيشكل حراكاً وتبادلاً للخبرات ليعودوا في بداية العام وقد اكتسبوا الكثير من برامج الدورة ومن تبادل الخبرات مع زملائهم في المناطق والمحافظات الأخرى وبالتالي يحدثون حراكاً تربوياً وتعليمياً متجدداً وهذا منطلق الإصلاح.
سمو الأمير: قلت لكم في بداية حديثي بأنكم تشغلون الإعلام والمهتمين في كل مجال كلفتم بقيادته، وأنا واحد من كبار السن أعدت لي شبابي وحماسي فها أنا أساهم بجهد المقل بهذا المقال، سائلاً الله أن يجري الخير كل الخير على يدكم لقيادة العمل بهذه الوزارة إلى ما يتطلع إليه الجميع ولتحقيق هدفك الذي أطلقته في مكة (لننطلق نحو العالم الأول)، وأخيراً أذكّرك بوصية طاووس بن كيسان لعمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - إذا أردت أن يكون عملك كله خير فاستعمل أهل الخير).
حفظكم الله ورعاكم وسدّد على درب الخير خطاكم.