خالد الفيصل رجل إنجازات بلاشك ومن العيار الثقيل لمشاريع متنوّعة عمرانية وفكرية وإدارية، هي كلها مشاريع عملاقة جريئة ناجحة نراها في منطقة مكة المكرمة وفي منطقة عسير.
أحسب أنّ تعيين أمير الإنجازات المحبوب وزيراً للتربية والتعليم، قد جاء في الوقت المناسب ليكون قيمة مضافة لمؤسسة التعليم العام في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، من المنتظر - بإذن الله تعالى - أن تشهد في عهد سموه الكريم قفزات نوعية أصبح أبناؤنا الطلاب بأمسّ الحاجة إليها، بعد أن فقدت المدرسة دورها التربوي المتميّز الذي كان سائداً قبل أربعة عقود، واكتفت بفتح أبوابها يومياً بوجه عبوس من السابعة صباحاً لتغلقه بوجه أشد عبوساً مع أذان الظهر، فغدت بذلك بيئة طاردة مملة، ليس لأبنائنا الطلاب فحسب، بل حتى لأولياء أمورهم، ناهيك عن مناهجها الجامدة المحشوة بالمعلومات التي تكرس بعضاً من مظاهر التخلف البعيدة كل البعد عن تنمية مهارات أبنائنا الطلاب الحركية والمعرفية والوجدانية.
المعلم هو الآخر يشكو من تراجع دوره عما كان عليه أيام العز، فبعد أن كان من وجهاء المجتمع يرجع الناس إليه ليستشيروه في شؤونهم الحياتية، باعتباره متعلماً واعياً مثقفاً، يهرب الطلاب من الشارع إذا رأوه إجلالاً له وهيبة منه، غدا الآن في ذيل القافلة لا قيمة له في المجتمع ولا عمل له إلا داخل الفصول الدراسية، ينظر إليه معظم الناس نظرة دونية على أساس أنه مجرّد قهوجي من الفلاليح!!