فيلادلفيا - عبدالمحسن المطيري:
بمجموعة من أمهر الممثلين في هوليود مثل كريستيان بيل وإيمي آدمز وبرادلي كوبر وجنيفر لورانس وجيريمي رينر وروبرت دي نيرو ولويس سي.كي يقدم لنا فيلم «American Hustle» أو «الكفاح الأمريكي» قصة مبنية على أحداث حقيقية حول مجموعة من اللصوص يبتكرون مؤسسة استثمارية وهمية لغرض سرقة أموال الناس وذلك بإيهامهم أنها مؤسسة لها مقر في العاصمة البريطانية لندن ولها استثمارات متعددة في المجال النقدي.
مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI يحقق ويتابع تلك الشبكة لغرض الإطاحة بها، فهل تنال تلك العصابة ما تتمناه وتعيش في الحلم الأمريكي؟ أم يفسد مكتب التحقيقات الفيدرالي ذلك الحلم، الفيلم يقدم لنا عمقاً أكثر من كونه يفصل لنا الحرب واللعبة بين الحكومة الفيدرالية والعصابات، للفيلم قيمة عميقة تتمثّل في الفساد السياسي في بعض مكاتب الولايات، يقدم لنا نظرة مختلفة لبعض أعضاء الكونجرس مختلفة عن التي اعتدنا مشاهدتها في السينما الأمريكية في السنوات الأخيرة.
ينجح كثيراً المخرج بيتر أو راسل في خلق بيئة واقعية لما كانت عليه أجواء عقد السبعينيات في الولايات المتحدة، في نجاح لا مثل له على مستوى التمثيل هذا العام، وكعادتنا مع طاقم المخرج راسل، نجد في هذا الفيلم جودة عالية، وصلابة في التمثيل من جميع الطاقم التمثيل خصوصاً المبدع دائماً كريستيال بال والمتألقة آمي أدمز.
للفيلم حس عال على صعيد التصعيد في الأحداِث، لحظات الترقب، والأهم القدرة على الإبقاء على درجات التوتر عالية.
ربما يعاب على الفيلم استخدامه المبالغ لجسد المرأة في بعض المشاهد والتي يمكن قد أجدها انتقاصاً وإهانة للمرأة في بعض المستويات التي عرضت فيها خصوصاً تلك المشاهد غير الضرورية مع الممثلة آمي آدمز.
على صعيد السيناريو والذي لا يمكن أن ندخل في تفاصيله بسبب الأحداث الدراماتيكية التي حدثت في المنتصف الأول، نجد نص الفيلم على أفضل المستويات من ناحية النصوص الأصلية هذا العام بالإضافة مع نص فيلم سبايك جونز المذهل هذا العام «Her». العمل الإنتاجي الفني لهذا الفيلم كان على مستوى عال للغاية.
الأزياء كانت فريدة ورائعة وتحاكي الحقبة الزمنية، الديكور كان حاضراً بكل التفاصيل المطلوبة والتي تعكس الحياة في فترة سابقة. ولا ننسى القيمة الفنية الأهم للفيلم وهي المونتاج والتصوير والصوت والذي على الرغم أنها لم تصل للقمة هذا العام ولكن كانت ممتعة للمشاهد.
تعودنا من المخرج المبدع ديفيد أو راسل والذي قدم العام الماضي رائعته «لايينغ بلاي بوك» تقديم أفلام ذات طابع كوميدي ونفس خفيف، وقيمة في التمثيل.
تتميز نصوص المخرج على مستوى القصة بعدها عن كلاسيكيات هوليودية كلاسيكية التي نشاهدها دائماً في دور السينما.
أحد أفضل أفلام العام، بلا شك الثنائي آمي آدامز وكستيال بيل مع الثنائي الآخر جينفير لورانس مع الدور الصغير لروبرت دنيرو يواصلون توهج سيرة هذا المخرج والذي يعتبر الآن الأفضل في هوليود بالتعامل مع الممثلين.
نجح الفيلم بنيل جائزة SAG الهامة في اعتبارية الفوز في الأوسكار، كما نال الفيلم عشر ترشيحات في الأوسكار هذا العام متساوياً مع الرقم الأكبر هذا الموسم مع فيلم «جاذبية».