لف الضباب العاصمة الرياض فجر وصباح أمس في مشهد وأجواء بديعة أتقنها الخالق عز وجل، ورغم شدة البرودة التي صاحبت الرياض ليلة وفجر أمس إلا أن الرطوبة التي صاحبت الأجواء ساهمت في تلطيف وتخفيف تلك البرودة رغم ما صاحبها من هبوب رياح شمالية.من جهتها، أوضحت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن يبقى الطقس بمشيئة الله تعالى شديد البرودة في الصباح الباكر على شمال المملكة مع فرصة لتكون الصقيع على (حائل، طريف، عرعر، القريات والجوف). في حين يستمر تأثر الكتلة الهوائية الباردة على وسط وشرق المملكة مع نشاط في الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار، والفرصة مهيأة لتكون الضباب في الصباح الباكر على أجزاء من شرق وأجزاء من وسط المملكة. وسماء غائمة جزئياً على شمال شرق وجنوب المملكة مع فرصة لتكون السحب الركامية على مرتفعات (جازان، عسير).
ولفتت الأرصاد أن الطقس خلال الأيام الخمسة القادمة سيشهد بإذن الله تعالى بالعاصمة الرياض، حيث سيكون يوما الخميس والجمعة عوالق ترابية، فيما أيام السبت والأحد والاثنين سيشهد الطقس صحو في معظم أنحاء منطقة الرياض، فيما تتراوح درجات الحرارة العظمى خلال الأيام القادمة ما بين 17 و23 درجة مئوية، فيما درجات الحرارة الصغرى «ليلا» تتراوح ما بين 6 درجات و14 درجة مئوية.
من جانبه، أشار الباحث والمختص في الطقس والزراعة والمناطق الصحراوية الأستاذ عبدالله بن سعد الرويس العتيبي إلى استعداد المزارعين هذه الأيام وبعد برد المربعانية وما سبقها وأعقبها من موجات برد غير مسبوقة هذا الموسم لبداية موسم زراعي جديد مع نهاية نجم البلدة آخر الشبط، حيثُ تبدأ العقارب بسعد الذابح يوم 10 فبراير (الاثنين القادم الموافق 10-4-1435 هـ، وهي أولى العقارب والتي يُطلق عليها العامة (السم) ثم سعد بُلع 23 فبراير، الموافق 23-4-1435هـ والتي تسمى (الدم) يعقبها في 8 مارس سعد السعود (الدسم) الموافق 8-5-1435هـ.
وقال الباحث الرويس إنه يُرادُ بالسم في سعد الذابح أن برد هذه الفترة كالسمُ في قوته،كما يُرادُ بالدم في سعد بُلع أن حدة البرد قد خفت وليست كسابق عهدها من القوة، كما أنه يرادُ بالدسم في سعد السعود أنك ترى أثر أكل المواشي على ظهورها دسماً لرعيها الربيع.
ولفت الباحث الرويس أنه في العقارب يبدأ البرد بالانحسار وتخف هجماته المتواصلة وتبدأ درجات الحرارة بالارتفاع رويداً رويدا، ولكنها لا تعني توقف بعض هجمات البرد نهائياً حيثُ تبقى هناك هجمات مُباغتة ومُفاجئة، تتعدى الـ48 ساعة تزيد قليلاً أو تنقص وهي ما عرفها العامة بـ(بياع الخبل عباته) ما تلبث أن تتحطم على صخرة العقارب حيثُ قالت العامة (إذا دخلت العقارب ترى الخير قارب) ويعتقد البعض أن هُناك علاقة أو رابطا بين تسميتها بهذا الاسم وبين ظهور العقارب على وجه الأرض، وهذا خطأ شائع غير صحيح، فتسميتها بالعقارب جاءت من قوة لسعة بردها المفاجئة والتي تشبه لسعة العقرب، كما أن فيها ما عرفه الفلاحون ببذرة الست، وهي الأيام الثلاثة الأخيرة من طالع البلدة في نوء (الشبط) والأيام الثلاثة الأولى من طالع سعد الذابح في نوء (العقارب) حيثُ يصادف دخول أيام بذرة الست هذا العام الجمعة القادمة 7-2-2014 م الموافق 7-4-1435 هـ، وهي صالحة لزراعة جميع الأشجار، وقد سُميت بـ(الست) نسبة لعدد أيامها الستة.