انتقل من دار الفناء إلى دار البقاء الشيخ على بن عطا الله العطيل الطويلعي في مدينة الدمام بعد صراع مع المرض، وقد تجاوز التسعين من العمر، وهو والد كلٍ من الشيخ عطا الله والشيخ الدكتور حسين والشيخ نواف، وهذا الرجل من أفاضل رجال عنزة، وكان - رحمه الله - قد عاش متنقلاً بين ضرية والرس، ثم استقر في بلدة عفيف وهو من الكرماء المشهورين، ومن الشعراء البارزين وابنه الشيخ حسين بن على الطويلعي مدير الاستقدام بالدمام سابقاً ورجل الأعمال المعروف وصاحب المواقف المشرّفة، وهو صاحب مضيف الوائلية في الدمام وفي منطقة ساق بالقصيم، وبمزيد من الحزن والأسى نشاطر الإخوة أبناء الفقيد وأحفاده وأسرته، ونعزي الجميع ونسأل الله للفقيد الرحمة والمغفرة، ولأهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ونظراً لما لهذا الرجل وأبنائه من منزلة وقدر وجاه عندي وعند كل من يعرفهم، فإن الشيخ حسين له مواقف لا يمكن أن أنساها، فإن أدنى ما أستطيع من رد الثناء هذه الأبيات المتواضعه عزاءً ومواساة له ولأخويه الكرام أنجال المغفور له - بإذن الله - الشيخ علي بن عطا الله الطويلعي:
يا حسين لا تجزع ترى القدر محتوم
أصبر على ما قدره رب الأرباب
العبد لو طالت لياليه له يوم
ومن حان يومه ما تشافيه الأطباب
الموت حق وللمخاليق معلوم
أنه مقدّر والمنايا لها اسباب
حتف المنايا يرمي الخلق بسهوم
وآخر مصير العبد مدفون بتراب
يابو علي نطلب عسى أبوك مرحوم
في جنّة الفردوس يدخل بلا حساب
عسى عن الزلات والذنب معصوم
وعن اللظى يا عل له حرز واحجاب
نطلب عسى ما هو من العفو محروم
يلطف به اللي للمخاليق توّاب
رب الملأ يقبل صلاته مع الصوم
ويروف به في جاه طه والاصحاب
رب العباد اللي على الخلق قيوم
الواحد اللي من ترجّاه ما خاب
مرحوم شيخ عادته يذبح الكوم
يوم السنين اللي بها شح وأجداب
مرحوم يا من ما لحق شخصه اللّوم
من شبّته للمجد والطيب طلاّب
مرحوم يا من ما نسي عزوته دوم
ولا ضيعه مرباه في وسط الأجناب
مرحوم يا من ما رضي بسر مكتوم
الغوش وصاهم على حفظ بالأنساب
ربّي مع العتبان دحّارت القوم
لطّّامت العايل اليازام حّراب
وأنجب لنا رجال صناديد وقروم
على المراجل كملّوا كل الأوجاب
الحر ينجب من مجانيه صيروم
دايم يشبب من قنص به بمخلاب
الطيب خطّه للأجاويد مرسوم
مبطي لهم من عرق الأجواد مجذاب
الكل منهم بالفضيله له سلوم
أفعالهم بالطيب تدعو للاعجاب
نوادرٍ ما هم هلابيج ورخوم
داموا لنا ريف الرفاقه والأقراب
يعزون من عزوه لها باس وعزوم
طوالعه لا صار للحرب شبّاب