Thursday 06/02/2014 Issue 15106 الخميس 06 ربيع الثاني 1435 العدد

ورحل الشيخ الجليل سليمان الزبن فقيد البكيرية

تلقيت خبر وفاته صباح يوم الخميس 9-2-1435هـ فقلت {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} حسبنا الله ونعم الوكيل لله ما أعطى وما أخذ وسبحانه وتعالى.

ماذا أقول عنك أيها الشيخ الجليل وعن مآثرك وأعمالك وأفعالك، وما قدمته خلال حياتك الحافلة بالعطاء والصلاح والتقى، وأذكر عنك قليلاً من كثير من مآثرك رحمك الله.

أذكر عنك صفة الصلاح والتقى والاستقامة، لقد كان منذ نعومة أظفاره رجلاً صالحاً تقياً مستقيماً، حيث أدى فريصة الحج مع جدي، وأسّس لعدة مساجد لأكثر من سبعين عاماً.

وأذكر عنه أخلاقه وأدبه الجم وحسن التعامل واللطف مع الآخرين متسامحاً رحب الصدر حسن المعشر، حيث كان يتقدم المواسين وفي الأفراح أول المهنئين.

أذكر عنه عمله وإخلاصه عندما كان مديراً لشركة كهرباء البكيرية وعمدة للبلد أكثر من ثلاثين عاماً، ومعرفته التامة بأحوال الناس والأسر والساكنين بالمدينة.

أذكر عنه أعماله الخيرية من حبه للعمل الخيري والمساهمة المالية والمعنوية ومساعدة الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل وقضاء حوائج الناس.

أذكر عنه أنه قارئ للقرآن وحافظ منذ أيام شبابه.

أذكر عنه أعماله في التوثيق من عقود زواج وإرث ووصايا أو غيرها، مما يحتاجه الناس في وقت لم يكن في البلدة من الكتبة غير أشخاص معدودين.

أذكر عنه حفظه للأسرار في إصلاح ذات البين حتى نال ثقة أهالي البلدة وغيرها في حل مشاكل الأسر والاستئناس برأيه وقبول ما يقوم به، لرجاحة عقله وعلمه ونزاهته، حيث إنه إمام مسجد وملم إلماماً بالشريعة السمحاء.

كان رحمه الله من أكرم الرجال، حيث لا يأتي للمسجد داعية أو واعظ إلا ويكون ضيفاً في بيته مصطحباً معه جماعة المسجد.

لا يمكن مطلقاً حتى وإن أتت عليك الدنيا بكامل مصائبها أن تقابل الشيخ الجليل، إلا وقد خفف عنك ما تشعر به بابتسامة لطيفة وكلمة طيبة بالنصيحة، إذ كان رحمه الله ذا رأي سديد وتأنس بحديثه والجلوس معه.

أذكر صلة الرحم والتواصل وزيارة المرضى، حيث كان عند قدومه إلى الرياض لا يترك أحداً من أقاربه أو معارفه أو أهله إلا وقام بزيارته والاطمئنان عليه.

لقد كان لرحيله بالغ الأثر في نفوس أسرته ومحبيه ومعارفه، لما يتمتع به من سماحة وخلق وحسن تعامل واستقامة في الدين وطيب معشر وإعراضه عن مساوئ الناس.

كان في أواخر حياته متجهاً بكامل قواه وحواسه إلى ربه طالباً العفو المغفرة.

أبا محمد أيها الخال الشيخ الجليل لن تفقدك أسرتك وأقاربك ومحبوك ومعارفك فقط، ولكن سيفقدك الفقراء والمساكين والأرامل واليتامى وكل من أحسنت إليه.

أسأل الله الكريم أن يطرح البركة في ذريتك ويلمهم الصبر والسلوان وأن يتقبلك مع الأنبياء والشهداء والصالحين ووالدتي وجميع أموات المسلمين إنه سميع مجيب.

- العميد. م/ إبراهيم بن عبد الله العبد الرحمن الزبن