الجزيرة - خالد العيادة:
رفض أحمد الاستسلام للبطالة عقب تخرجه من قسم الكهرباء بالكلية التقنية في الدمام ولم يجعل الحصول على وظيفة أغلى أمانيه ولكنه اختار أن يكون أحد النماذج الناجحة للشاب الطوح الذي حول مخرجات تحصيله العلمي إلى صناعة يمكن أن تضيف للاقتصاد إن تم التوسع فيها بشكل مدروس وعلى مستويات أكبر.
وقبل أن يفكر في تشييد مشروعه الخاص جعل الشاب السعودي أحمد مكي آل يوسف شاب خبرته في مجال عمله خطوة في طريق الوصول إلى مشروعه الريادي الذي يحلم ببنائه متحديا به الشركات الأجنبية وانطلق في مشروعه المميز في مجال المعالجة الحرارية لأنابيب البترول ومشتقاته بخطة واضحة تدعمها همة وطموح منقطع النظير كما أن لديه آمال عريضة في أن يتوسّع مشروعه وأن يضيف خدمات جديدة له. وزاد شغفه به يوماً بعد يوم.
وقال أحمد للجزيرة» إن مشروعه عبارة عن مركز معالجة حرارية خاص بخدمات معالجة أنابيب نقل الغاز والبترول والبتروكيماويات ذات الضغط العالي والسماكة العالية, وتتنوع خدمات المركز في هذا المجال, حيث يقدم الخدمات المباشرة للشركات من خلال التعاقد لتنفيذ الخدمة بشكل مباشر من خلال الآلات ومعدات وفنيي المركز, أو تأجير المعدات, أو صيانة وإصلاح المعدات, أو بيع المعدات وملحقاتها بشكل مباشر. وأضاف: ظللت تسع سنوات أعمل باستمرار في هذا المجال ابتداءً من العمل الفني الميداني وانتقالاً إلى إدارة مجموعة فنيين في موقع العمل, ومسؤولية الإشراف والمتابعة والتدريب, ثم مرحلة التعامل مع الشركات والمسؤولين بشكل مباشر ومعرفة الموردين لمثل هذا النوع من المعدات وملحقاتها.
وفي نهاية2010م بدأتُ بإعداد خطة فنية وعملية مستوفية جميع متطلبات العمل على مراحل تدريجية, ووجدتها تناسب ما أطمح إليه من الاستقلالية والطموح للوصول إلى مستقبل واعد.
ثم توجهت لبنك التسليف لتمويلي في هذا المشروع وعقب الانطلاقة الفعلية واجهت صعوبات, حيث إن المركز اسم تجاري جديد في السوق الصناعي والتجاري في ظل وجود جهات تمتلك وكالة من الشركات المنتجة للسلع يمثلون منافسين لديهم خبرة كبيرة وطويلة ولكن ولله الحمد بعد مضي عام كامل على بداية المشروع وجدت أن هذه الصعوبات بدأت تتقلص وتتلاشى وحول وضع المشروع حاليا قال أحمد: الآن هو في المرحلة الانتقالية الثانية وسيكون التركيز بشكل أكبر على الخدمات المباشرة عبر عقود مع الشركات المستهدفة مبينا أنه بصدد الحصول على وكالة لشركة بريطانية مصنعة لمعدات المعالجة الحرارية.
حيث كانت السنة الأولى تأسيس وولوج إلى السوق الصناعي بشكل تدريجي, وقد وقد حقق المشروع مستوى مرضيا حتى الآن.
ووجه الشاب أحمد نصيحة للشباب السعوديين قائلا: بلادنا بلاد خير وغنية بالثروات الطبيعية وتوجهنا لمجال العمل الحر هو بداية خطوة لإثبات الذات والمسؤولية فالشباب مهما كانت قدراته وقيمة المشاريع التي يتولاها فإنها ربما تكون قابلة للفشل وضعف الخبرة وغياب التدريب يساهمان أيضا في تعثر المشروع، والخسارة ستكون كبيرة ابتداءً من خسارة القرض الذي حصل عليه صاحب المشروع إلى خسارة نفسية لصاحب المشروع منتهيا بخسارة الدولة لمشاريع ناشئة قادرة على الإسهام في حل مشكلة البطالة.
لذلك أنصح كل شاب طموح مقبل على العمل الحر بالتوجه إلى مراكز الخدمة الوطنية والدعم (بنك التسليف – معهد ريادة الأعمال) وذلك للحصول على التوجيه المناسب وخطة استراتيجية العمل الناجحة.
وتابع لكي ينجح الشاب يجب أن تكون رغبته في النجاح تفوق خوفه من الفشل, وأن يبني الشاب القواعد الأساسية لمشروعه بشكل مدروس عبر تخطيط يغطي جميع نواحي المشروع فنيا وماليا واستراتيجيا، عندئذٍ تكون جميع النقاط واضحة أمامه وعادة ما يكون حجر العثرة في أغلب المشاريع هو التمويل المادي, وحاليا هذا ليس عائقا مع وجود تمويل بنك التسليف فقط كل ما على الشاب إظهار الجدية من خلال خطة عمل مشروع كتابية. وحول طموحه المستقبلي قال أحمد: أتمنى توسيع نطاق العمل بإضافة خدمة تساند مجال خدمات المعالجة الحرارية وهي خدمة التصوير الإشعاعي والاختبارات الإتلافية للمعادن, حيث إنها خدمة مرتبطة بنفس مجال الخدمات الصناعية للمصانع والشركات النفطية. وكذلك عمل منظومة متناسقة للعمل من خلال إدارة مميزة تقدم خدمات ذات كفاءة وجودة عالية تسجل من خلالها هذه المنشأة كمنشأة خدماتية صناعية وطنية.
وفي ختام حديثه وجه الشاب احمد شكره لبنك التسليف ومعهد ريادة الأعمال لوقفته بجانبه حتى رأى هذا المشروع النور.