استبشر التونسيون أول أمس بخبر القضاء نهائيا على العصابة المسلحة التي ظلت القوات الأمنية تحاصرها طيلة أكثر من 20 ساعة مسترسلة في منزل بجهة رواد إحدى الضواحي الشمالية للعاصمة تونس.
وكانت المجموعة المسلحة المتكونة من 7 عناصر رفضت الاستسلام لرجال الأمن وفضلت بذلك الموت على الحياة بالرغم من أنها كانت تلبس أحزمة ناسفة لم يترك الأمن لها الفرصة لتفجيرها، حيث كان الإرهابيون يعتزمون نسف السيارات الأمنية الراسية قرب المنزل الذي تحصنوا به وبالتالي نسف كل الأمنيين الموجودين على عين المكان.
وكان وزير الداخلية لطفي بن جدو، العائد من حكومة الترويكا، أعلن عقب انتهاء العملية، عن مقتل الإرهابي كمال القضقاضي وهو عنصر من العناصر المصنفة بالخطيرة والمتهم الرئيسي باغتيال السياسيين المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، إلى جانب رفاقه الستة.
كما صرح بن جدو بأن جهاز الاستخبارات الأمنية كانت أكدت وجود هذا العنصر المتسلل إلى العاصمة تونس من جبل الشعانبي حيث تتحصن عناصر إرهابية أخرى، أين تم رصد تحركاته وملاحقته في سرية تامة وبعيدا عن أعين الإعلام، مما أفضى إلى رصد المنزل الذي اختبأ به رفقة باقي العصابة التي تنشط من أجل تنفيذ مخطط إرهابي واسع.
الوزير قال بأن مقتل القضقاضي والعناصر الستة التي ترافقه يعتبر أحسن هدية للتونسيين في الذكرى الأولى لاغتيال السياسي بلعيد، وهي الذكرى التي تحل اليوم 6 فبراير وسط أجواء من الحزن والأسى لم تخفف من حدتها سوى أخبار نجاح قوات الأمن في الإطاحة بالجماعة المسلحة التي أدخلت الرعب في قلوب التونسيين وخاصة سكان الضاحية الجنوبية للعاصمة.الناطق باسم الداخلية أشار من جهته، إلى سقوط قتيل في صفوف الأمنيين وجرح آخر، إلى جانب حجز كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة التي كانت المجموعة تنوي استعمالها في عملياتها الإرهابية التي خططت لها، وهي أسلحة قام الإرهابيون بالاستيلاء على جزء كبير منها بعد عملية ذبح الجنود السبعة في جبل الشعانبي خلال شهر رمضان المعظم من العام الماضي.
كما وجد الأمن في المنزل المذكور خرائط وبيانات عن أهم المواقع التي كانت المجموعة المسلحة تنوي تفجيرها وهي في أغلبها مراكز أمنية وعسكرية وفضاءات تجارية كبرى تتميز بكثافة الإقبال الشعبي عليها في كل الأوقات بما يعني ان العناصر الإرهابية كانت تعتزم إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين.
إلى ذلك، عاد القصف الجوي على جبل الشعانبي ليخرق الهدوء الحذر الذي ساد المكان حيث يرابط أعوان الأمن والجيش منذ أشهر في ملاحقة لصيقة للعناصر الإرهابية المتحصنة بالجبل، ويذكر أن أجهزة الرصد كانت رصدت في نفس الوقت الذي دارت فيه عملية رواد، بالضاحية الجنوبية للعاصمة، تحركات لعناصر من المجموعة المسلحة حاولت التسلل إلى محافظة القصرين (250جنوب غرب العاصمة)، في محاولة للثأر لرفاقهم الذين تم القضاء عليهم جميعا.