تستهين بعض إدارات الأندية أو حتى وسائل الإعلام بدور المشجع الرياضي البسيط وتأثيره الكبير على لاعبي الفريق، فما بالك بنادٍ كبير وذي شعبية جماهيرية طاغية كالهلال.
إدارة الهلال في السنوات الست الأخيرة عزلت اللاعبين عن جماهيرهم تماما، فلا تسمح لهم إلا بحضور عدد محدود من التدريبات وفي مكان بعيد ولا يسمح لهم بالاقتراب من اللاعبين أبدا ولا حتى التصوير معهم !! .
هذا العزل الكبير الذي عاشه لاعبو الهلال طوال السنوات الست الماضية بات أزمة حقيقية جعلت من اللاعبين يعيشون في برج عاجي!!.
في الهلال، كل الطرق الموصلة للاعبين موصدة ومغلقة تماماً، بل وضعت جميع الحواجز الحديدية والبشرية وكأن القرب من اللاعبين بات خطراً يهدد حياتهم!!.
أقول هذا الكلام لقناعتي الكبيرة بدور المشجع البسيط بتحفيز اللاعبين وإدراك اللاعب لمدى حرص الجماهير و (حرقتها) على فريقها، فكيف يشعر اللاعب بأهمية الشعار الذي يرتديه وهو لاينزل لمعرفة ما يدور بخلد المشجع؟! .
هل تعلم عزيزي القارئ أن المشجع الهلالي حين يريد أن يزور النادي يجري عدداً من الاتصالات بمنسوبي النادي من أجل أن (يتوسط) له أحدهم لدخول «الثكنة الزرقاء» ؟!، نعم، لاعبو الهلال يعيشون في برج عاجي بسبب تصرف الإدارة وإصرارها على عزلهم كل العزل عن الخارج، فهم لايعرفون من الجمهور سوى مشاهدتهم وقت المباريات وعلى المدرجات فقط.
فيما مضى من سنوات إبان تواجد أساطير ونجوم كثر في الهلال كسامي الجابر ويوسف الثنيان ومحمد الدعيع وفيصل أبو ثنين وخالد التيماوي وغيرهم الكثير كانت الأبواب مفتوحة، وكان هؤلاء النجوم يفتحون قلوبهم لهؤلاء المشجعين ويستمعون إليهم وإلى نصائحهم وتحفيزهم، لكن اليوم تغير الوضع مع نواف العابد وسالم الدوسري وعبدالعزيز الدوسري وياسر الشهراني حيث باتوا في عزلة تامة، ولم يتبق سوى وضع لافتات في الممرات وعلى قمصان اللاعبين (ممنوع الاقتراب)!!.
قد يقول البعض إن هذا ليس سبباً رئيساً في إخفاق اللاعبين، نعم، هو كذلك، ولكنه أحد الأسباب المهمة التي أطرحها لليقين التام أن الأندية ملك للعشاق والمحبين، والهلال ملك خاص لعشاقه ومحبيه، فدعوا المشجع يلتقي بنجومه، دعوه يقترب أكثر وأكثر من اللاعبين، فالجمهور وحده من يقف حائط صد وداعماً أول حين يسقط الفريق في مباراة أو بطولة، الجمهور الرياضي هو الداعم بعد الله للأندية .. فلاتعزلوهم.