صدرت مؤخراً الطبعة الثانية من كتاب «المتوكل على الودود عبد العزيز آل سعود»، وهو من تأليف محمد منير البديوي، ويضم 425 صفحة بالألوان موزعة على ستة أبواب، حيث يوضح المؤلف في مقدمته للطبعة الثانية الصادرة عن مطابع الأهرام بالقاهرة: لقد أثار الكتاب الجدل على صفحات بعض الصحف والمجلات والكتب الثقافية بعد الطبعة الأولى، مما استلزم مني التروي في إصدار الطبعة الثانية حتى تعمقت لدى معظم الآراء والملاحظات التي وردت بها، والتى حرصت على تحقيق الأفكار الجيدة منها والقادرة فقط على الأخذ بمنهج الكتاب لكي يبلغ مداه... واستكمالاً لكي يصبح الكتاب في طبعته الجديدة شهادة حق في جيل عبد العزيز ورجاله المخلصين، فقد التقيت ثلة من الرجال الأفاضل في ربوع المملكة، ممن صادفوا عبدالعزيز أو تعمقوا في دراسته أو كتبوا عنه، فأخذت ما عندهم من الكلمات الطيبات، وما هو نافع للأحفاد والأجيال القادمة،كما توخيت أن تكون الطبعة الجديدة متجاوبة مع ما وصلني من رسائل مشكورة لبعض أصحاب السمو الملكي أبناء المغفور له الملك عبد العزيز وبعض كبار مؤرخي المملكة وغيرهم من النقاد.
أما في مقدمته للكتاب في الطبعة الأولى فأوضح المؤلف أن كتابه يتضمن تاريخ جلالة المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود، نقلت عن ثقات عاشوا بعض الوقائع التاريخية وشاركوا في رسم خطوطها، وحاولت استيفاء الوقائع وذكر الأسباب والمقدمات وايضاح النتائج ولجأت إلى استقراء الحوادث التاريخية وقمت بتحليلها.. وكنت دائماً أدقق النظر فيما صنعه البطل عبد العزيز آل سعود ولماذا صنع ؟ وكيف صنع؟ وقمت بدراسة الظروف والملابسات التي أثرت في نفسيته وعقليته والتي ساعدت في نجاحه المتواصل....
تابع المؤلف: لقد بدأت الكتاب بنبذة تاريخية عن الأسرة السعودية منذ أسسها الأمير محمد بن سعود 1157هـ / 1744م كمقدمة لموضوع الكتاب كي يدرك القارئ العربي في كل مكان من المحيط إلى الخليج انتماء الملك عبد العزيز آل سعود لسلالة أسرة عربية أصيلة رفعت علم الجهاد المقدس ولواء الكفاح التحريري في الجزيرة العربية مئات السنين، ويوضح المؤلف أن الكتاب يستند لقواعد البحث العلمي المدعم بالوثائق والأسانيد ومجموعة كبيرة من الخرائط الجديدة والأشكال التوضيحية والصور الفوتوغرافية التي لها علاقة بالكتاب، ويؤكد محمد منير بديوي» إن كل ما كتبت وحللت هو إبراز بعض جوانب شخصية الملك عبد العزيز آل سعود «الكوكب الدري اللامع في تاج الأسرة السعودية»
من ناحية أخرى، وفي تقديمه للطبعة الثانية للكتاب يقول المؤرخ عبد الله بن خميس: ألفت كتباً كثيرة عن المملكة السعودية بعامة وعن بطلها الكبير الملك عبد العزيز بخاصة، وكانت ولا تزال المصادر الرئيسية التي يصدر عنها هؤلاء المؤلفون لا تتجاوز خمسة كتب هي «تاريخ ابن بشر، تاريخ ابن غنام، تاريخ الريحاني، تاريخ فؤاد حمزة» وربما يرجعون إلى كتب فيليبي وحافظ وهبة، وما جاء بعد هذه الكتب تعتبر صورة منها من حيث المضمون، وإن اختلفوا في طريقة العرض والإخراج وفلسفة الأحداث وطريقة وضع المقدمات والنتائج.. والأستاذ محمد منير بديوي في كتابه «المتوكل على الودود عبد العزيز آل سعود» وإن سلك مسلك من تقدمه من المؤلفين عن الملك عبد العزيز وعبقريته إلا أنه استطاع أن يضع القارئ أمام منهج وطريقة سليمة في عرض التاريخ، تشد القارئ إليها وتحمله على المتابعة والاستمرار إلى جانب أنه حلَّى مؤلفه بالخرائط والرسوم التوضيحية والعناوين الرئيسية والجانبية وتقسيم الموضوعات تقسيماً مألوفاً محبوباً، فكأن قارئه أمام كتاب مدرسي مخدوم، يسهل الاستذكار ويعين على الفهم ويقرب التصور.
ويشير ابن خميس في نهاية مقدمته للكتاب إلى «إنه ما دام كل كتاب يؤخد منه ويرد، وكل عرضة للنقص والتقصير إلا من عصم الله فإن لي على الكتاب ملاحظات أحسبها يسيرة ولا تحط من قدر الكتاب ولا تجرح له إهاب، عسى أن يستدركها المؤلف في طباعاته المقبلة إن شاء الله ليكون مرجعاً أميناً قريب المنال ثري الفائدة.