جدة - صالح الخزمري:
اختتم مهرجان «جدة التاريخية» الذي انطلق بصيغة ثقافية تراثية تاريخية لمد جسر بين الماضي العتيق والحاضر المشرق، حيث نجح في إقامة العديد من الفعاليات والنشاطات التي أعادت لمحافظة (جدة) ما كانت عليه قديما، وحظي كل شبر في المهرجان بافتتان كل زائر وطئت قدماه أرض المهرجان، وكان لوزارة الثقافة والإعلام متمثلة في الشئون الثقافية بمنطقة مكة المكرمة دور مهم، فقد قامت بتوجيه من وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه وإشراف معالي نائبه الدكتور عبدالله الجاسر ومتابعة مستمرة من وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان بتنظيم معارض للفن التشكيلي ومعرض للتصوير الفوتوغرافي وثالث للكتاب السعودي بالإضافة إلى عشرة عروض لمسرح الشارع ومثلها على المسرح المفتوح ومسرح العرائس والدمى فضلا عن الفنون الشعبية المختلفة بين المزمار والصهبة. والمهرجان من إشراف محافظة جدة بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة والآثار ووزارة الثقافة والإعلام وأمانة جدة والغزفة التجارية بجدة وعدد من الجهات المشاركة من خلال لجان كبيرة تضم عدد من القطاعات للاهتمام بالمنطقة التاريخية بجدة والمحافظة على ما تحتويه من مساجد تاريخية وآثار ومساكن قديمة تمثل قيما ومُثلا يعتز بها الإنسان السعودي بصفة عامة وسكان جدة بصفة خاصة.
ويعزز المهرجان مكانة جدة الثقافية والتاريخية لتتواكب مع مكانتها الاقتصادية والسياحية المهرجان يحظى بمباركة واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وبإشراف مباشر ومتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة رئيس مجلس التنمية السياحية بجدة رئيس اللجنة العليا للمهرجان.
المعارض الثقافية
وقد استقبل معرض الكتاب السعودي خلال أيام المهرجان العشرة عددا من الزوار الذين تلقوا إهداءات وزارة الثقافة والإعلام من خلال المعرض المقام ببلدية جدة التاريخية الواقع على مسار مهرجان جدة التاريخية. وتتعدد العناوين بين السياسة والوطنية والبيئية والتوعية الصحية والتخصصات الاجتماعية والنفسية والفنية بلغات متعددة وقد اثنى الزائرين على المهرجان وثمنوا ما تقدمه الوزارة من جهد لنشر الكتاب السعودي القيِّم للمجتمع واعتبرها البعض دعوة للقراءة التي هجرها الكثير.
من جانب آخر أقيم معرض الفنون التشكيلية الذي ضم عددا من الفنانين التشكيليين مثل وهيب زقزوق ونذير ياوز وعبدالله نواوي وأمل الزهراني ونبيل طاهر وعبدالله بن صقر وصالح الشهري وزهير ميليباري وأشواق الدالي وعبده فايز وخالد بايونس وطلعت عبد العزيز والذي شاركوا بإبداعهم ضمن المعرض وقد حاز إنتاجهم إعجاب الرواد.
ونال معرض التصوير الفوتوغرافي ما ناله المعرض التشكيلي من إعجاب خصوصا وانه قدَّم عددا من المصورين الشباب الذين تميزت صورهم بلقطات من جدة التاريخية جمعت ما بين التصوير الداخلي والخارجي والبانورامي والذي شارك به خالد حاج وحاتم الحربي وعلي الشمراني ومالك المالكي ومحمد المالكي وتركي البوق وعبدالله صالح.
الصهبة والمزمار
وضمن فعاليات الوزارة التي تشرف عليها وكالة الشؤون الثقافية بمنطقة مكة المكرمة قدم عدد من الفقرات الشعبية لفن المزمار (في برحة المنوفي) وفن الصهبة. (في برحة الهزازي) والتي نالت الكثير من التقدير لما أثارته جراء إحياء هذه الفنون خصوصا وان الصهبة فن لا يتقنه إلا عدد بسيط من المعمرين في جدة ومكة المكرمة، وقد تفاعل معها كبار السن حيث عبروا بأنها التي أعادت للمنطقة عبقها التاريخي وروحها الأصيلة لاسيما وأن أعضاء فريق الصهبة تجاوز معظمهم التسعين عاما.
والجدير بالذكر أن الصهبة نالت إعجاب الشباب ولفتت انتباههم وبدأ الحضور يزداد ويتكرر وأكد الزوار على ضرورة الحفاظ على الفنون الشعبية المماثلة خصوصا وانها تحتاج على رعاية خاصة لما تتمتع به من حس فني عال ولحن مميز وهوية تخلد للمنطقة تاريخها وإبداعها.
ولاقت فرقة المزمار تفاعلا كبيرا وجماهيرياً من الشباب الذين شاركوها في برحة المنوفي جنوب متحف بيت نصيف التاريخي حيث امتدت الفعالية حتى الساعة الحادية عشرة ليلا.
مسرح الشارع
يتجمهر يوميا الزائرون بالآلاف أمام العرض المسرحي (حارة لبش) أما متحف بيت نصيف التاريخي والتي يقدمها عناصر شابة من مواهب المسرح في جدة، وتحكي المسرحية قصة حي عشوائي وما تدور فيه من مشكلات يلجا السكان من خلال معاناتهم إلى كشفها على يد باحث يحضر دراسة الدكتوراه. والمسرحية من بطولة حامد الغامدي والبراء علي وأنس السلمي وسلمان العتيبي والمثنى معمر ومحمد الشهري ورائد الموركي ومن إعداد وإخراج صفوت صابر وإشراف الفنان هائل عقيل. وقد أثارت المسرحية شجون الزائرين ووجهت لهم العديد من الصور التي تهدف إلى التعاون بين سكان الأحياء للحفاظ عليها ورفع مستوى التواصل الإنساني بين أفرادها في زمن القطيعة والعزلة وتتفاءل المسرحية بمشاريع تحسين وتطوير الأحياء العشوائية بجدة. وتجدر الإشارة إلى ان هذه المسرحية ضمن فعاليات تقوم على إنتاجها وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية والتي تساهم وبشكل فعال في توفير الفرص للمواهب والمبدعين من خلال هذه المناسبات لاسيما وأن الجمهور تفاعل مع العروض وطالب بتكرارها مما يؤكد على حاجة المجتمع إلى الوسائل الترفيهية الواعية والمسئولة.
المسرح المفتوح
احتشد عدد هائل من زوار مهرجان جدة التاريخية أمام المسرح المقابل لدوار البيعة لمشاهدة العرض المسرحي ( مجلس الحارة ) وهي من بطولة وليد حداد وعبدالعزيز القدير وعبدالله الغامدي وأحمد القرني وحسن بارشيد وتقديم سالم شحبل وفي المؤثرات إبراهيم النمري وإخراج محمد اليحياوي وإشراف الفنان هائل عقيل. حيث تدور المسرحية حول مجلس لأحد وجهاء الحارة والذي يقضي بين الناس بالظلم ويستغل ضعفهم، واستعرضت في إطار كوميدي نال إعجاب الجماهير التي تتسابق يوميا على حجز مقاعدها للمشاهدة.
مسرح العرائس
وللدمى تواجد مؤثر ومتميز في هذا المهرجان من خلال فرقة قدمت مسرحية ( الأصحاب في حوسة) وهي مسرحية شعبية تعتمد على عدد من الأمثال والعادات القديمة لتوجيه قضايا تربوية للأطفال وقد شارك فيها محمود السبحي وحمزة كسار وياسر الدالي وزياد الحسيني ومحمد طويلة وعبد المجيد المالكي وإدارة كل من محمد صياد وحذيفة الغريبي وفايز الدالي وأمين كوندي وإخراج إبراهيم المهدي وإشراف نايف البقمي.