وأخيراً نُطقت وقالها أحد، في إحدى حلقات برنامج (الثامنة) الشهير الذي يعرض في قناة (M.B.C) تمت مناقشة موضوع ذهاب الشباب السعودي الصغار إلى الجهاد في سوريا، والضرر الذي جاء منه على الشباب وأهاليهم ووطنهم.. وفي نهاية الحلقة قام مقدم البرنامج الإعلامي (دوود الشريان) بذكر أسماء عدد من مشايخ (دعاة) الدين محليين معروفين حيث قال: إنهم من المحرضين للشباب بالذهاب. وبعدها أنهى الحلقة، لكنه لم ينه الناس عن النقاش والجدل حول ما قاله، فمنهم من يؤيد ومنهم من يعارض على (غير سنع)، وهو في الحقيقة قال ما كان ينبغي أن يقال من زمان، وكان بعضنا يدركه لكن كانوا صامتين عنه بانتظار التدخل من أهل الاختصاص في البلد. وكما قالها له أحد ضيوفه في الجزء الثاني من الحلقة نفسها التي تلتها بعد أيام عدة فقال: نشكرك على هذا الموضوع المهم والذي كان ينبغي أن يطرح من زمان فقد تأخرت في طرحه. رغم أنه ذكر الموضوع في الصحف من بعض الكتاب، لكن يظل من خلال الثامنة ودوود الشريان له صدى أكبر وإلا ما كان الدعاة الذين ذكر أسماءهم حدث منهم ما حدث، ولما قام الدهماء من الناس بانتقاده وقالوا عنه ما لم يقله مالك في الخمر، عفواً لم (ينتقدوه) بل شتموه وأساءوا له لأن مثلهم لا يعرف النقد ولا يمتلك وجهة نظر موضوعية.. وسمح بإصدار أذاهم الفضاء المشبوه الذي سهل لهم الظهور من خلال اليوتيوب والكيك وفيديو الانستقرام والتويتر.. وتهجموا عليه وبالعامية قالوا: «ياللي فيك ما فيك».. فقط لأنه ذكر أن هؤلاء الدعاة أخطؤوا دون أن يشتم أو يسيء، لكن -للأسف- أصبح البعض لا يقبل أن يقال أي شيء بحق هؤلاء الدعاة، وهذا ما حدث عندما قام أحد الممثلين بتقليد أحد الدعاة وانتقده لفعل قام به بطريقة فنية ساخرة.. فقام الدهماء وشتموا الممثل ولعنوه وكفروه وكأنه انتقد صحابياً أو داعية بغير ما فعل، والآن هذا ما صدر منهم رغم أن الشريان لم يغلط ولم يسئ بل وجه انزعاجه من ما فعلوه والذي هو موجود بمقاطع بالإتنرنت من تسجيلات ومقابلات وخطب وتغريدات لهم سابقة.. وما خفي من السابق كان أعظم, وكل الذي ذكرهم أسماء عرفت بتدخلها بشؤون دول أخرى ونقل ما يحدث لهم لدينا وتأييدهم للثورات والانقلابات ضد الحكام بالخارج، ولم يوضحوا لو حصل ببلادنا مثل ما حصل بالدول الأخرى -لا سمح الله.. ما هو موقفهم، هل كما هو الآن أم مختلف..؟؟ هذه أيضاً وقفة معهم وتساؤل لهم عن ذلك، وداوود لم يغلط وعلىمن يرى غير ذلك أن يجادلوه بالتي هي أحسن.. فهو قال إنهم يحرضون الشباب للجهاد ولا يذهبون بأنفسهم.. وعندما رد أحدهم عليه وقع في الفخ نفسه.. وقال: «إذا كنا نريد غير ذات الشوكة وعدم المواجهة ومن يريد أن يصل للنصر دون أن يتمزق ثيابه»، إذاً يؤيد الجهاد وخسارة الأرواح.. إذاً دع ثوبك يتمزق!! أم تود النصر من خلال أرواح الناس؟؟ وأنا في الحقيقة وكلنا كمسلمين لسنا ضد الجهاد المشروع في الإسلام الصحيح فله شروط وضوابط. كما أني لست بصدد الدفاع عن الإعلامي دوود أو مع أو ضد، بل أتفق معه في وجهة نظر وواقع نعاني منه من فتاوى وتحريض بعض الدعاة.. وهذا الموضوع يحتاج إلى وقفة من أهل الاختصاص وكما قال: «دوود في نهاية الحلقة أفغانستان فلتوا منها والعراق فلتوا لكن سوريا ما لازم تفلتون».