تتصف اللحمة الترابطية في مجتمعنا السعودي عن المجتمعات الأخرى بالبساطة والانفتاح والعفوية والشفافية بيننا كشعب وبين حكامنا، وأصبحت العلاقة الفريدة بولائهم وانتمائهم بين السعوديين وقيادتهم سمة يتميزون بها عن المجتمعات الأخرى، وتظهر تلك الخصوصية في سياسة الباب المفتوح ووصول المواطن إلى ولاة الأمر في مكاتبهم وقصورهم، حيث يتقابلون وجهاً لوجه، كأبناء أسرة واحدة في بيت واحد وحل ما يوجههم من مشكلات، فمنذ تأسيس هذا الوطن على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ومن بعده أبناؤه ملوك هذه البلاد لا زالت المجالس المفتوحة بين الراعي والرعية تعقد بصفة دورية وعلنية حتى أصبحت من التقاليد العريقة التي يوليها قادة هذا الوطن الشامخ اهتمامهم لأنها أتاحت تفاعلاً حقيقياً مع قضايا وهموم المواطن عن كثب.
وعندما سماع حديث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمسؤولين بالداخل والخارج وحثهم على فتح أبوابهم لمقابلة الصغير والكبير يؤكد على حرص من هو على رأس الهرم على الاهتمام بالمجالس المفتوحة لتسهيل وتبسيط كل القضايا التي تواجه المواطنيين والتعرف من قرب على آرائهم وتطلعاتهم واحتياجاتهم.
وخلال تشرفي بالسلام على ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أثناء جلسته الأسبوعية في قصره العامر رأيت طوابير المواطنيين تفود عليه وهو واقفاً لهم ليسمع لكل واحداً منهم، وسعت صدره لإلحاح بعضهم بموضوعه وتحمله الوقوف لهذه الجموع الغفيرة واحتضانه لشرائح مختلفة من أرجاء المملكة كأسرة واحدة بروح الأب القائد، وهي تعكس لغة التخاطب بين الحاكم والمحكوم بما يصب في مصلحة البلاد والعباد.
وهناك من يمثل قادتنا في كل منطقة لعقد المجالس المفتوحة من أمراء المناطق فنحمد الله إن سخر لنا حكام يسعون لمصالحنا الشخصية ويفتحون قلوبهم ومجالسهم لنا، وإن هذه الميزة خاصة بحكام هذه البلاد المباركة ولا ترى حتى في أعرق الديمقراطيات في العالم. كما ينظر لها البعض على إنها من قنوات تماسك وتلاحم المجتمع، وعلينا نحن أن نقتدي بقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين بتدعيم قوة ترابط اللحمة الوطنية بشتى الطرق من نبذ كل ما يعكر وحدة صف المجتمع خلف قيادتنا الرشيدة لكي نرتقي معاً في شتى المجالات.