الحياةٌ مليئة بالتحديات، أعمال يجب إنجازها محن نمر بها وعقبات علينا تجاوزها.. وفي علم النفس يُعتبر احترام الذات ركيزة أساسية لمواجهة ضغوطات الحياة وتحدياتها..
وكما قيل الإنسان ابن بيئته فإذا نشأ في بيئة تحترم النظام وتحب العمل وتقدر قيمة الوقت ويعرف الشخص فيها واجباته والتزاماته وحقوق لغيره يلزمه القيام بها، فإنه في الغالب يتطبع بتلك الطباع والعكس.. فالعبرة ليست بقيم يؤمن بها الشخص فقط بل بالتطبيق..
الإنسان ليس في حاجة أن يكون ذا منصب أو مال ليحظى باحترام الآخرين.. فديننا الإسلامي حث على احترام النفس الذي يترتب عليه حتماً احترام الآخرين وتقبل نقدهم..
ما بالنا ندّعي احترام الآراء ومن ثم نرفض كل رأي مختلف لا يروق لنا، ونبحث عن أمور مثيره وإن كنا لا نعلم مدى مصداقيتها لأنها من طرفنا.. ونرمي أخطاءنا على أشخاص لم يجبرونا على ما نحن عليه.. ونذل من يبادر للاعتذار وكأننا نحن معصومين من الخطأ.. ونظل متمسكين بمثالية مزيفة قد يسقط القناع عنها في أي وقت..
احترام الإنسان لذاته هو أساس سيطرته على انفعالاته وتوازنه الذي من خلاله يستطيع التعامل مع الآخرين.. ومن يفقدها حتماً سيفقد احترام الآخرين..
احترامك لنفسك يساعدك على الانطلاق في الحياة وتحديد أهدافك والعمل على تحقيقها وتكون النتيجة أن تستطيع إدارة حياتك بكل استقلالية وتعيش بسعادة.. وتجعل خطواتك باتجاه المستقبل أكثر ثباتا وتوازناً..
ويعتبر الحذر من عدم إيهام الآخرين وخداعهم صفات حميدة لمن لا يحترمون أنفسهم.
وهنا يلزمنا التشجيع لأي مبادرة تسعى لعمل ناجح وأن نسلط الضوء فقط على أخطاء قد تعيق النجاح.. ولنعلم أننا جميعاً بشر معرضون للأخطاء.. ونتجنب جرح مشاعر غيرنا.. بالاحترام وحسن الخلق نكسبُ القلوب ويكون لكلمتنا أثر ونعطي صورة حسنة لمحيطنا ونشجع أطفالنا ومن حولنا على السلوك الجيد لينشأ جيل واع يحترم قيمه وحتى لا نتهم أنفسنا ومجتمعنا بالتخلف والغرب بالتقدم..
وليكون شعارنا دائماً
احترامك لغيرك.. احترامٌ لذاتك.