هناك الكثير من الإستراتيجيات التي يحب بعض المديرين التغافل عنها، فتراه أحياناً يغمض عينيه عنها برهة من الزمن، فما يلبث قليلاً إلا أن يجد منظمته قد غرقت أو أوشكت على الغرق، إن الإستراتيجية التي أعنيها وأخصها بالطرح في مقالي هذا هي من بين العديد من الاستراتيجيات الهامة في حياة المدير الإداري الناجح، فهي كفيلةُ أن تحولَ بعض السياسات والتوجهات الإدارية غير الهادفة إلى نقيضها، إنها إستراتيجية هامة، ويعي أهميتها الكثير من المديرين لكنهم مع الأسف يتغافلون عنها. «إستراتيجية الإدارة بالهدف».
نعم، أخي القارئ/ أختي القارئة: الإدارة بالهدف، فهي ليست مبدأً جديداً، بل هي أسلوبُ عملٍ وإستراتيجية فعالة تركز على النتائج من خلال الاستفادة الفعالة من جميع الموارد المتاحة، وبمعنى آخر، فهي إستراتيجية تركز وتهتم بالكيف وليس الكم، ولذلك يقول «بيتر دراكر»، مؤسس علم الإدارة: إن على كل منشأة سواءً في القطاع الحكومي أو الخاص أن تضع لها أهدافاً واضحة تسعى إلى تحقيقها، وأن تكون كافة المستويات الادارية والموظفين على علم ودراية بهذه الأهداف وكيفية تحقيقها.
إن الإدارة الفعالة الهادفة متى ما طبقت هذه الإستراتيجية فستجد حتماً روح الفريق مشاعة في تلك المنظمة والتي هي بدورها ستحول تلك الجهود الفردية إلى جهودِ جماعية تسهمُ في تحقيق أهداف واضحة ومحددة، يعود نفعها بتحقيق المزيد من الانتاجية العالية المؤدية لرفع درجة الرضا لدى الموظفين وروحهم المعنوية.
خلاصة القول: تطبيق إستراتيجية الادارة بالهدف لا غنى عنها لأي منشأة أو منظمة تريد الاستمرار في المنافسة ومواكبة التقنيات الحديثة بإنتاجيتها العالية، وما على المدير حينئذ سوى الاهتمام بأفكار العاملين الإبداعية، وأخذ آرائهم ومقترحاتهم بعناية، مع ضرورة الاهتمام بالعامل البشري وتخطيط القوي العاملة، وأنا أجزم يقينا أن المدير الذي يركز ويفعل في منظمته هذه الإستراتيجية تجده ينظر للمدى البعيد بشكل أوسع، وهذا يجعله قادراً أن يقود منظمته للتفوق ومنافسة العديد من المنظمات، ناهيك عن المكاسب والفوائد التي سيجنيها من وراء ذلك؛ سواءً كانت خاصة أم عامة.
هذا طرحي المتواضع أضعه بين أيديكم الكريمة في هذه الصحيفة المتميزة، ولك أخي القارئ/ أختي القارئة مشاركتي بتعليقاتكم وآرائكم التي أحسبُ أنها ستثري الطرح من الجانب الاداري تميزاً وإشراقاً.