لقد سُعدت كما سُعد غيري بقراءة المقال المنشور في جريدة الجزيرة يوم الجمعة الماضي 23/ ربيع الأول 1435هـ عدد رقم 15093 بعنوان: سلمان بن عبدالعزيز من العمل الخيري إلى (محاضن التعليم وتاريخ المملكة)، بقلم الدكتور زاهر عبدالرحمن عثمان.
هذا المقال الذي يتحدث عن جزء يسير من السيرة العطرة لولي العهد الغالي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز المهندس الأول للرياض والمؤرخ الثقة لتاريخ الرياض والمملكة بشكل عام. صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز مُعلم من الطراز الأول الذي شبَّت وترعرعت مدينة الرياض على يديه من مدينة محاطة بأسوار لا تتجاوز كيلو مترٍ مربعٍ واحد لتصبح الرياض العالمية التي يضرب بها المثل في النهضة والعمران والسمعة الحسنة. هذا المقال يصور الإدارة الحضرية الثاقبة التي قادها ويقودها سلمان بن عبدالعزيز، ويبرز المحطات التي سار عبرها التطور الحضري والعمراني لمدينة الرياض. بهذا التعقيب وددت أن أوضح نقطتين تنسجم وتؤكد على ما يتثمل به أميرنا المحبوب من الدقة وسلامة المنهج. ويدل على ذلك دقة ملاحظة سموه حفظه الله حول باب قصر الحكم المذكور في ثنايا ذلك المقال على سبيل المثال لا الحصر.
فالنقطة الأولى أورد الكاتب الكريم صورة لزيارة سمو الأمير سلمان لحي الطريف بالدرعية، وذكر التعليق تحت تلك الصورة (ص 11 المرفقة) بأنها زيارة لسموه لحي الطريف عام 1407هـ، وفي الواقع تلك الصورة كانت لزيارة سموه لحي الطريف عام 1401هـ وليس عام 1407هـ . وكان ذلك في اليوم الثامن من شهر ربيع الثاني عام 1401هـ . فقد زار سموه حي الطريف عندما كانت إدارة الآثار والمتاحف تحت مظلة وزارة المعارف آنذاك. ويلاحظ في الصورة يقف خلف سموه حفظه الله الدكتور عبدالله المصري الوكيل المساعد للآثار والمتاحف بالوزارة، ويظهر في وسط الصورة معالي وزير المعارف وقتها الدكتور عبدالعزيز الخويطر، وعن يمين معاليه من الخلف الشيخ عبدالله بن خميس رحمه الله. وتؤكد هذه الزيارة القصاصة المرفقة لصحيفة الجزيرة التي غطت تلك الزيارة في حينها، وأعادت نشرها في عددها رقم 13833 وتاريخ 3 رمضان 1431هـ.
أما بالنسبة لعام 1407هـ، فقد قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بزيارة تفقدية لمشروع تطوير الدرعية عندما بدأ مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة بإعداد دراسة تطويرية للدرعية شملت الأحياء القديمة الواقعة شرق وادي حنيفة، وتشمل أحياء: المريّح والبجيري وسمحان والروقية، وغرب الوادي ظهرة العودة، ولم تشمل حي الطريف الأثري. وقد استقل سموه أيده الله حافلة وتفقد الوضع الراهن لتلك الأحياء وبمعيّة سموه معالي أمين مدينة الرياض وأصحاب السعادة أعضاء الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وسعادة أمير الدرعية السابق الشيخ محمد بن عبدالرحمن الباهلي رحمه الله، والمختصين من مركز المشاريع والتخطيط. وبعد الجولة الميدانية عُقد اجتماع للهيئة العليا برئاسة سموه حفظه الله في مقر أمارة الدرعية حينذاك، وكان الاجتماع الأول للهيئة لعام 1407هـ بتاريخ 5-5-1407هـ ولم تشمل هذه الزيارة حي الطريف الأثري. وقد توالت كما هو معروف زيارات سموه سلمه الله التفقدية لمشروع تطوير الدرعية مرات أخرى، كما هي عادة سموه تجاه جميع المشاريع.
أما النقطة الثانية، فقد ورد في ثنايا المقال أن الجهاز التنفيذي للهيئة العليا، مركز المشاريع والتخطيط، قد أنشئ عام 1404هـ ولكن كان ذلك في عام 1403هـ، وبالتحديد أنشئ بناءً على قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 221 وتاريخ 2-9-1403هـ المتضمن دمج مشروع حي السفارات ووزارة الخارجية مع مشروع قصر الحكم، إضافة إلى مكتب التخطيط الحضري بأمانة مدينة الرياض في جهاز واحد هو مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة.
هذا ما وددت أن أوضحه في هذه العجالة حول موضوع مهم يتحدث عن جزء من سيرة مهندس الرياض الأول ومؤرخها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله ورعاه، مع الشكر والتقدير للكاتب الكريم الأخ الدكتور زاهر عبدالرحمن عثمان على هذا المجهود الطيب.