التبجح بما وصلت إليه الدولة العبرية من التطور في مجالات شتى؛ تشمل: الاقتصاد والتقنية الحديثة والاتصالات والزراعة وتنمية الموارد المائية، ويدعو الى مد يد التعاون في المجالات التي ذكرها دعوة مفتوحة لكل دول العالم، ولكن ماذا عن المجال السياسي وحقوق الإنسان الفلسطيني، حقوقه في أرضه ووطنه والعودة إليه حقوق مشروعة وإنسانية، يتكلم عن تطور دولته ‹وبراءة الأطفال في عينيه، يتكلم عن كل شيء الا الموضوع الأساسي والقضية الدولية، والتي عانى ويعاني من عدم حلها أصحابها ومن جاورهم، بله العالم بأسره.
يذكر نتنياهو أن بلده مثال للديموقراطية، ولكنها مثال للعنصرية فهل بلده تجمع بين المتناقضات والمفارقات، بلد قامت دولته على اغتصاب الأرض وسلب حقوق الغير، فتطوره المادي منطلق من مباديء لا أخلاقية وعلى أسس غير شرعية، أليس وعد بلفور وعد من لا يملك لمن لا يستحق؟ كما قيل، تلك مقولة مشهورة ومنطقية ومبنية على حقائق تاريخية.
هل السياسة تنفصل عن الاقتصاد؟ لا يمكن. لك أن تتخيل فقط لو صلحت الاحوال مع الجارة المعتدية وقامت الدولة الفلسطينية وعادت العلاقات السياسية والاقتصادية فماذا سيكون وضع الإقليم؟ لك أن تكمل السيناريو، أيها القارئ الكريم. أما والوضع كما هو الآن، وضع الإقليم قد يتحول من سيئ الى أسوأ .
فيا نتنياهو : دعك من الخداع واللف والدوران حول قضية ليست إقليمية بل أممية، ودعك من الروغان، أنت تروغ كما يروغ الثعلب، أمام محفل دولي كهذا، محفل دافوس يقوم على التطور والتحضر والتنمية الاقتصادية لكافة الأقاليم، وبخاصة المتخلفة منها، لا على الخداع والمراوغة السياسية والفذلكة الكلامية، أيها الثعلب المكار.