عواصم - وكالات:
تواصلت في جنيف المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة السوريين وسط توقعات بعدم إحراز تقدم يذكر بنهاية الجولة الأولى اليوم الجمعة. ودفع التعثر الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى مطالبة واشنطن وموسكو بضغط دبلوماسي أكبر على وفدي المعارضة والنظام على التوالي.
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي إن الفجوة بين النظام السوري والمعارضة كبيرة مضيفاً أنه لا يتوقع انفراجة بنهاية الجولة الأولى من المفاوضات ضمن مؤتمر جنيف 2 التي ينتهي اليوم الجمعة. وأضاف أنه سيتفق مع الوفدين على موعد استئناف المفاوضات مرجحاً أن تستأنف بعد أسبوع.كما عبر عن أمله في أن تكون الجولة الثانية أكثر تنظيماً وأن تثمر أكثر. وأعلن الإبراهيمي أن مفاوضات الأمس تطرقت إلى هيئة الحكم الانتقالي قائلاً إن النقاش ظل في مرحلة التمهيد. وقال إنه على اتصال بالولايات المتحدة وروسيا وإنهما يستعملان نفوذهما على النظام والمعارضة السوريين، مضيفاً أنه يأمل أن يستخدما ذلك النفوذ بشكل أفضل.
وقد أكدت مصادر دبلوماسية أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على ممارسة ضغوط أكبر على وفدي الحكومة والمعارضة السوريين لحملهما على التوصل إلى توافق خلال المباحثات الجارية بجنيف.
من جهته قال عضو الوفد السوري المعارض لؤي صافي إن النقاش لأول مرة بشأن تشكيل هيئة حكم انتقالي تحل محل نظام الرئيس بشار الأسد يعتبر تقدماً إيجابيا. وقال إنه تم وضع نقاط عدة للبحث في الأيام القادمة تتعلق بحجم الهيئة وعدد أعضائها ومهامها ومسؤولياتها وآليات عملها وعلاقتها بالمؤسسات الأخرى.
هذا وينص اتفاق جنيف1 الذي تم التوصل إليه في يونيو 2012 على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية. وتعتبر المعارضة أن نقل الصلاحيات يعني تنحي الأسد وهو ما يرفض النظام التطرق إليه معتبراً أن مصير الأسد يقرّره الشعب عبر صناديق الاقتراع.كما ينص الاتفاق على وقف العمليات العسكرية وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة.
وفي الأثناء قالت مصادر دبلوماسية إن العاصمة السويسرية بيرن تشهد سلسلة لقاءات بشكل سري تجمع ممثلين عن المعارضة والنظام السوريين بحضور مسؤولين أميركيين وروس وإيرانيين وبرعاية سويسرية. وقال رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة إن هذه المفاوضات جرت بالفعل لكنه أكّد عدم مشاركة أعضاء من وفد المعارضة في جنيف لها. وشدَّد على أن الائتلاف الوطني السوري لا يقبل بنتائج أي محادثات سرية تجرى في بيرن بمشاركة الإيرانيين. إنسانيا قالت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس الخميس إن النظام السوري قام بهدم آلاف المباني في سبع مناطق سكنية في دمشق وحماة دون هدف عسكري واضح سوى معاقبة المدنيين. ونشرت المنظمة ومقرها نيويورك صوراً بالقمر الصناعي قبل وبعد الهدم وأرفقتها بشهادة شهود في تقرير على موقعها على الإنترنت. وتقول المنظمة إن النظام هدم عمداً ودون وجه حق آلاف المباني السكنية وتقدّر المنظمة أن إجمالي المساحة المبنية التي دمرت يبلغ 360 فداناً وأن الكثير من المباني كانت عمارات سكنية يصل ارتفاع بعضها إلى ثمانية طوابق.
من جهته ندد الائتلاف الوطني السوري استمرار نظام الأسد في استخدام العنف والقصف العشوائي بشكل ممنهج ضد المدنيين الأبرياء في سورية، حيث أفاد ناشطون بمقتل 15 مدنياً على الأقل في حي الميسر و15 آخرين في حي المعادي عندما شنت طائرات النظام الحربية غارات متتابعة وألقى طيران الأسد براميل متفجرةً على الحيَين كما ألقت مروحيات النظام أكثر من 20 برميلاً متفجراً على مدينة داريا في ريف دمشق مما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى ووقوع دمار كبير في الأبنية والمحال
التجارية. كما أدان الائتلاف تسييس النظام للقضايا الإنسانية والمماطلة في حلّها وأكد الائتلاف أن النظام يمنع دخول المساعدات إلى حمص القديمة ويصر على التهجير القسري للمدنيين منها مشترطاً تفتيش النساء والأطفال الذين يودون الخروج من حمص أو أية منطقة محاصرة أخرى في سورية. وإن استمرار النظام بالقيام بمناوارته السياسية المعتادة لن يؤدي إلى أي انفراج أو تقدم نحو حل سياسي يفضي إلى التغيير الذي ينشده جميع السوريين والذي ضحى الآلاف منهم بأرواحهم لتحقيقه ولبناء سورية الحرية والديمقراطية.