تضم المجموعة القصصية (سرداب التاجوري) العديد من القصص القصيرة التي كتبتها مريم خليل الضاني.. وتقول في جزء من إحدى القصص: أحببت كل مكان في بيتنا (القاعة) والديوان والمقعد والحجرات الأخرى، خلا مكان واحد هو السرداب، وهو مكان معتم مجهول في الطابق السفلي مغلق بباب خشبي مشروخ.
وكنت أخشى رؤية بابه فكيف لو أنني دخلته؟!
وتقول في قصة أخرى:
عدت إلى سريري.. بدأ النعاس يراودني. ما أجمل الهروب إلى النوم: تهدهدني دقات الساعة فأطفو في فراغ الحجرة وأستشرف شواطئ النوم الدافئة.
فتحت عيني بقوة حين تناهى إلى سمعي تغريدك قرب النافذة. تمتمت:
- عصفور هنا!
نهضت متثاقلة لأفتح النافذة فرأيتك على سطح منزل قريب لعلك يا عصفور تعبت من التحليق فتوقفت هنيهة لترتاح.
تكومت في فراشي أصغي إليك تارة يعلو تغريدك قويا فرحا وتارة يخفت متراخيا حزيناً وتارة أخرى يتقطع كنشيج مكتوم لعلك تبث همومك إلى عصفور آخر قريب منك أو غائب عنك.