في وقت كان الشارع الرياضي يترقب فيه حركة التصحيح في لجنة الحكام، وينتظر نتائج الاجتماع الذي نودي لعقده صباح أمس بعد الأخطاء الكوارثية الغريبة العجيبة - سمها ما شئت - التي وقع فيها عدد من حكام دوري جميل السعودي للمحترفين ، وفي وقت ظن فيه المتابعون أن لجنة المهنا سوف تقف بحزم أمام الأخطاء، وتتنازل عن سياسة المطالبة بتجديد الثقة بالحكم السعودي، و أنها سوف تنتصر للقانون الذي نحرته الصافرة مراراً وتكراراً، خاصة و أن الرياضيين بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم - باستثناء المستفيد فقط - قد اتفقوا كما لم يتفقوا من قبل أن الأخطاء التي وقع بها الحكام غير مقبولة، وأنها قد تجاوزت مسألة التقدير، وأنها أصبحت مؤثرة بالفعل على النتائج والمنافسة وترتيب الفرق... ومن يدري فربما يهبط فريق للدرجة الأدنى بسبب فارق نقطة أو نقطتين، أهدرتا بسبب ضربة جزاء لم تحتسب في الوقت بدل الضائع، أو بسبب هدف غير صحيح ولج في مرماه ... أو ..أو ... أو .. !!.. في هذا الوقت فوجئ الجميع بأن لجنة الحكام تكلف الحكم الدولي محمد الهويش بقيادة مواجهة الاتحاد مع الفيصلي يوم غد الجمعة على ملعب الأول، وأحداً لا يدري هنا: هل اللجنة تريد الانتصار لرأيها فقط، أم أنها توجه رسالة غير مباشرة بأنها راضية عما فعله الهويش في مباراة النصر و العروبة، أو أنها تتجه لمنحه فرصة جديدة لتقديم نفسه ... وعدم خسارته كحكم تعول عليه اللجنة حسب قناعاتها ؟؟ أم أنها تريد أن تقدمه للاتحاد الآسيوي كأحد حكام النخبة دون النظر لأي أخطاء سابقة ، ودون النظر إلى رأي الشارع الرياضي الذي كان ينتظر عقوبة معلنة على الحكم ففوجئ به يعود بعد أقل من أسبوع لقيادة مباراة أخرى، ودون النظر إلى آراء المحللين الذين اتفقوا على أخطاء الحكم التي لا تقبل التبرير !! إن توجه لجنة الحكام وتكليفها الجديد قد قتل كل بارقة أمل في إصلاح حال التحكيم، و نحر كل التوقعات التي كانت تشير إلى أن المهنا سوف يتدخل بعد أن طفح الكيل وبلغ سيل الأخطاء الزبى ، فالواقع الذي قالته اللجنة إنها تتقدم خطوة للأمام وتتراجع عشراً للخلف، و أن الأندية عليها أن تتقبل أخطاء حكام اللجنة كواقع، و تتعايش معه كمصير محتوم، وأن تنتظر فرجاً سيأتي يوماً ما...لكن كيف ومتى ...الله وحده أعلم.