سؤال نطرحه على وزارة الإسكان، ماذا للشباب عماد المجتمع ومستقبله من مشروعات وزارة الإسكان؟ وكيف لهم الحصول على المسكن المناسب أمام كل تلك الشروط التي تضمنتها آلية الاستحقاق ليكون من يحصد أعلى النقاط هم ممن يعاني تدني مستوى المعيشة وكبر السن وتردي الحالة الاجتماعية وغيرها هو الأوفر حظاً بالترتيب!.
يبدو أن وزارة الإسكان وقعت في نفس الخطأ الذي وقع فيه صندوق التنمية العقارية سابقاً عندما أضاف ذوي الاحتياجات الخاصة والأرامل والأيتام والمطلقات وكبار السن وذوي الدخل الضعيف ضمن المستفيدين من قروض الإسكان، وعجزوا عن السداد وتم إعفاؤهم وتناقصت أموال الصندوق، وبالتالي ما نراه اليوم من وجود عشرات الآلاف على قائمة الانتظار بسبب عدم تجدد الموارد إلى أن تفاقمت الأزمة بزيادة أسعار الأراضي واحتكار العقار. ويبدوا أن ما سيحصل الآن مع آلية الاستحقاق الجديدة أن من ستنطبق عليهم الأحقية بالنقاط هم بحاجة لضمانات غير موجودة مما سيعيق استحقاقهم.
نعم إن هذه الفئة العزيزة على قلوبنا هم مستحقون فعليون للمسكن، وكان الأولى أن يكون لهم برنامج إقراض خاص بهم سواء كان عبر النقاط أو غيرها، وبدون أي أعباء أو منه ودون أي تأخير، لكن دون تعميم ذلك على جميع السعوديين، وإهمال النسبة الأكبر من المواطنين وهم الشباب والذين يمثلون 75 في المية ولا تستطيع تأمين السكن.. لماذا المقتدرون من الفئة المتوسطة الشابة خارج دائرة اهتمام «الإسكان»؟.. فالمنتجون هم من لديهم القدرة على سداد قيمة القرض ليستفيد به مقترض آخر، ومستقبلهم مليء بالوعود، لماذا نتركهم حتى يعاقون أو يترملون أو تتجاوز أعمارهم الـ 60 لينعموا بالسكن! في حين أنه يفترض أنهم الهدف الرئيس لبرامج الإسكان، لأنها فئة منتجة وسدادها مضمون، مما سيجعل حركة الإنفاق على الإسكان متسارعة ومجدية.. انتبهوا للطبقة المتوسطة قبل أن تصبح ضعيفة وهنا مكمن الخطورة.