سعادة رئيس تحرير جريدة (الجزيرة) الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشر في الآوانة الأخيرة المبالغة في مراسم العزاء المقامة في منزل المتوفى عندما يبالغ المعزون في التكفّل بتقديم وجبات الغداء والعشاء بإحضار صحون مليئة بالأرز واللحوم والمفطحات الدسمة لأهل المتوفى والجلوس مع المعزين على ست وجبات طوال أيام العزاء وفي ذلك إسراف وتبذير وقد يشد انتباه المعزين أن من المعزين من يصر ويعزم على بقاء المعزين الذين حضروا للعزاء والجلوس لتناول وجبة الغداء والعشاء، وعلى المعزين احترام المكان والزمان واحترام مشاعر أهل المتوفى في مشاركتهم الأحزان بعدم الخوض في أمور لا مصلحة فيها والتطرّق إلى أمور الدنيا والسعي وراءها والضحك غير المقبول، وتناسي الميت والغفلة عن الدعاء له بالرحمة والمغفرة مع مراعاة ظروف أهل الميت ومشاركتهم ومواساتهم. وأقترح تنظيم أوقات العزاء وتكون على التالي:
1 - تبدأ زيارة العزاء بمن بعد صلاة الظهر إلى الساعة الثانية بعد الظهر مع مراعاة التخفيف في الزيارة وعدم الركون حتى يترك مجال لأهل الميت للراحة والاسترخاء.
2 - الفترة الثانية من بعد صلاة العصر إلى أذان صلاة العشاء، وبعدها تنتهي فترة العزاء إلى اليوم الثاني.
3 - يسن صنع الطعام لأهل الميت والدليل على ذلك - حديث عبدالله بن جعفر رضي الله عنه قال- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه أتاهم أمر شغلهم).. الحديث. ويكون صنع الطعام لأهل المتوفى والمقرّبين من المتوفى ويكون من الميسور، وفي ذلك مراعاة لظروف أهل المتوفى بعدم تقديم الصحون المليئة بالنعم مما يزعجهم من تحول العزاء إلى مناسبة فرح.
4 - بروز أهل العلم من الدعاة والداعيات في مواساة أهل المتوفى بالإرشاد والتوجيه بما ينفع الموتى بعد الموت من دعاء وصدقة وصيام وغيره من الأمور الصالحة.
5 - الإرشاد والتوجيه بعدم الإسراف والتبذير في مواسم العزاء ولو صرفت المبالغ للفقراء والمحتاجين والمعوزين وثبوت للمتوفى لكان خيراً له.