إن ديننا الحنيف دين علم ومعرفة قال تعالى (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) وتمثلاً لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة) وتحقيقاً لقوله - عز وجل - في محكم التنزيل في دعوه صريحة للتعلّم (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).
من هذا المنطلق حظي التعليم بشكل عام في بلادنا باهتمام ودعم لا محدود، واتفقت رؤى حكومتنا الرشيدة والقيادات التعليمية على الاهتمام بكل فئات المجتمع وقد كان لتعليم الكبار حظاً وافراً منه، حيث يُسرت السبل وذللت الصعاب لمن فاتهم قطار التعليم، ولا سيما تلك الفئة التي لاقت صعوبات منعتها في بادئ العمر وأتيحت لهم الفرصة لينضموا إلى الركب، فالتعليم أحد ركائز التقدم والازدهار والاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الإنسان، وكان لتلك الجهود أكبر الأثر في خفض نسبة الأمية خلال الأعوام الماضية لتصبح 6.7% من الذكور و19.4% من الإناث خلال عام 1430هـ ولا تزال حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة التربية والتعليم تبذل قصارى جهودها ليعم التعليم وينحصر الجهل ليصبح مجتمعنا مجتمعاً معرفياً وننعم بتنمية مستدامة.
وفي كل عام تشارك المملكة في الاحتفاء باليوم العالمي لمحو الأمية وكذلك اليوم العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار، بهدف رفع مستوى الوعي بخطورة مشكلة الأمية وتأكيداً لأهمية التعليم في تحقيق تنمية وتطوير الشعوب. حيث نعمل وفق رؤية تربوية وتطلعات مستقبلية واسعة لنصل بخدماتنا إلى جميع الأميات متبنين رسالة تربوية تعليمية تكاملية لمحو أمية المرأة وإتاحة الفرصة لها لاكتشاف قدراتها. وقد تركزت جهودنا في السنوات الأخيرة على تحديد مواقع الأميات وبالتالي توجيه البرامج لهن بتكاتف جهود القسم مع مراكز تعليم الكبيرات لاستقطاب البقية المتبقية من الأميات، مع الحرص على سد منابع الأمية بهدف تحقيق الهدف الأكبر وهو محو الأمية بالمحافظة، حيث أصبح قاب قوسين أو أدنى، فقد تم الانتهاء من عدد من القرى والمدن في المحافظة وافتتحت المراكز في عدد من القرى والهجر التي لم يصلها التعلم بعد كالغرابة - المقتسم - العريديه - الثليما - الروضة ولم يبق سوى أعداد قليلة في شقراء - مرات - أشيقر - حويته، علماً بأن معظم الملتحقات هذا العام من حديثات العهد بالسكن في المحافظة. واصبح تعليم الأفراد لازماً على الجميع وأصبح دور المجتمع في دفع الأميين للتعليم لا يتوقف عند حد معين، انطلاقاً من مبادئ الشريعة الإسلامية التي تحث على التعليم وتوصي به في أكثر من موضع في ظل توافر الفرص وتيسر السبل للحصول على القدر الكافي من العلم الشرعي الذي يعين المرأة على أداء فروضها الدينية على الوجه الصحيح.
من هذا المنطلق أوجه دعوه لجميع أفراد المجتمع باحتساب الأجر ودفع الأميات للالتحاق بمراكز محو الأمية، فوالله ما ندمت أي ملتحقة، بل نرى الحماس لدى الجميع ونسأل المولى جلت قدرته أن يوفق الجهود المخلصة ليظلل التعليم كل شبر على ثرى بلادنا ويعم التقدم والازدهار والأمن والاستقرار كل أرجائها انه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.